ثم يقال لهذا الغبي: أخبرنا ما الفرق بين هذا وبين قوله -صلى الله عليه وسلم-:" «الإيمان يمان والحكمة يمانية» " [1] .؟ إن قلت إن الإيمان لا يفارق اليمن في كل وقت وزمان، وَرَدَ عليك الأسود العنسي وأمثاله من المرتدين والمارقين في كل وقت وحين.
وقوله: (وأرشدهم [2] . -صلى الله عليه وسلم- إلى الشام أيام الفتن) إلى آخره. فيقال له: إذا كان الشام عقر الإسلام، ومعقل الإيمان، فهذا من الأدلة على أن الإسلام والإيمان [3] . لا تختص به المدينة ولا غيرها من البلاد الإسلامية، وأن الله يداول الأيام بين البلاد والعباد، فحينا تكون الشوكة والدولة الإسلامية بالحجاز والحرمين، كما كان في عهد النبوة وفي الخلافة [4] . التيمية، والخلافة [5] . العدوية، والخلافة الأموية، والخلافة العلوية، وحينا في الشام كالولاية المروانية، وحينا بالعراق كالدولة العباسية، وحينا في غيرها من البلاد، كما يشهد لذلك [6] . الواقع، فإنَّ الإفرنج ملكوا بيت المقدس، واستولوا على خير بلاد الشام وأفضلها دهرًا طويلًا حتى استنقذها من أيديهم الملك الصالح من السلاطين [7] . المصرية،
(1) أخرجه البخاري (4388) ومواضع، ومسلم (52) ، والترمذي (3935) ، وأحمد (2 / 235، 252، 258) ، والدارمي (1 / 51، ح 79) .
(2) في (ق) :"وأرشد".
(3) ساقطة من (ق) .
(4) في (المطبوعة) زيادة:"الصديقية".
(5) في (المطبوعة) زيادة:"الفاروقية".
(6) في (ح) و (المطبوعة) :"بذلك".
(7) في (المطبوعة) زيادة:"الأكراد".