وجللت عن البكاء، وخصصت حتى صرت مسلاة، وعممت حتى صرنا فيك سواء، فلولا موتك كان اختيارا منك لجدنا بالنفوس لحزنك، ولولا أنك نهيت عن البكاء لأنفدنا [1] عليك الشؤون، فأمَّا ما لا نستطيع نتقيه عنا فكمد، وادكار [2] متحالفان أن لا [3] يبرحا، اللهم فأبلغه عنا، اذكرنا يا محمد عند ربك، ولنكن من بالك؛ فلولا ما خلفت من السكينة لم نقم لما خلفت من الوحشة، اللهمَّ أبلغ نبيك عنا واحفظه فينا" [4] ."
ثم [5] قال المعترض: (وكان القعقاع قد شهد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم،(وروى عنه سيف أنه قال: شهدت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم [6] وذكر قصة السقيفة، فهل ترى الصدّيق عند هذا الرجل كافراً بقوله يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم اذكرنا يا محمد عند ربك، ولنكن من بالك؛ والنثر أوسع من النظم) .
والجواب أن يقال: آفة هؤلاء الجهال عدم التمسك بأصول أهل العلم والهدى، التي إليها المرجع في الاستدلال والمنتهى، وقد وضع أهل العلم والحديث من القوانين الشرعية، ما يميّز به بين [7] الآثار الصحيحة والمكذوبة والموضوعة والضعيفة، التي لا تثبت بها أحكام دينية.
(1) في (ح) :"لأنقذنا".
(2) في (الأصل) و (ح) :"والدكار".
(3) في (المطبوعة) :"لا يبرحان".
(4) انظر: فتوح سيف بن عمر.
(5) ساقطة من (ق) و (م) .
(6) ما بين القوسين ساقط من (ح) .
(7) ساقطة من (المطبوعة) .