فهرس الكتاب
الصفحة 216 من 589

الرسول وسبيل من اتبعه في الدعوة إلى الله على بصيرة، ومن دعا وأظهر للناس شيئا من الدين فلازم قوله تكذيب الرسول! .

فلا إله إلا الله!! ما أشد ما تلاعب الشيطان بهذا المغرور وأمثاله، حتى جعلوا متابعة الرسول وسلوك سبيله تكذيبا له أو لازمه التكذيب؟ . وهذا الضرب من الناس هم من شر الدواب المذكورين في قوله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ - وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [الأنفال: 22 - 23] [الأنفال / 22، 23]

وأول الناس بين حقيقة الإسلام وما يدخل فيه- بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم [1] أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فإن عمر قال له: أتقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها» [2] فقال الصديق رضي الله عنهما [3] ألم يقل:"إلا بحقها"فإن الزكاة من حقها، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها [4] إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها. قال عمر رضي الله عنه: فما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق [5] وأجمع العلماء على تصويب أبي بكر وقتال من منعها، أفيلزم من"

(1) في (م) زيادة:"هو".

(2) في (ق) و (م) زيادة:"وحسابهم على الله".

(3) في (ق) و (م) :"عنه"، والتثنية هنا لأبي بكر وعمر.

(4) في (ق) و (م) :"يؤدونه".

(5) أخرجه البخاري (1399، 1400) ، ومسلم (20، 21، 22) ، وأبو داود (1556) ، والترمذي (2607) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام