لا إله إلا الله»" [1] وحديث:" «من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله» " [2] وحديث عمرو بن عبسة وقد تقدم قريبا [3] وغير ذلك مما لو أفرد لاحتمل مجلدات."
فمن قال فيمن ذهب إلى مدلول هذا وقرره [4] (أنه هذيان بارد) فهو كفور جاحد [5] ومكابر معاند، ولئيم حاسد، والجهاد لم يشرع إلا لإلزام المكلفين بما جاء من توحيد الله، والتزام دين المرسلين، لا لمجرد المعرفة فقط، وقد جاهد [6] صلى الله عليه وسلم هذا الضرب من الناس، واستباح دماءهم وأموالهم؟ واليهود يعرفون الرسول كما يعرفون أبناءهم.
وقد قال تعالى في شأنهم: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 146] [البقرة / 146]
فمن جعل مجرد المعرفة هي الإيمان والقتال لأهلها الذين لم يلتزموا ما جاءت به الرسل، بل أعرضوا عنه قتال مفتر ظالم وصنيع مارج، فهو من أعظم الخلق صدا [7] عن سبيل الله، وهدما لقواعد دينه، وكذبا على شريعته، وتلبيسا على عباده، وردا لما جاءت به رسله، وجهلا بالإيمان وحقائقه.
(1) متفق عليه. تقدم تخريجه. انظر ص (117) ، هامش 3.
(2) أخرجه مسلم (23) ، وأحمد (3 / 472) من حديث طارق بن أشيم وتقدم، انظر: ص (163) ، هامش 3.
(3) انظر: ص (201) ، هامش 5.
(4) في (المطبوعة) :"وقرر".
(5) في (ح) :"جا"، وسقط باقي الكلمة.
(6) في (ق) و (م) :"رسول الله صلى الله عليه وسلم".
(7) في (م) :"صدد".