فهرس الكتاب
الصفحة 8 من 112

فقوله: { يذكر آلهتكم } : أي يبرأ منها ومن عابديها ويكفر بها ويسفّهها.. فهل هذا كله لم يكن إلا في المدينة فقط..؟ كيف والآيات مكية؟؟ وأمثالها كثير..

* رابعاً: زعم بعضهم أن حديث تكسير النبي - صلى الله عليه وسلم - للصنم في مكة ضعيف، وظنوا أنهم بذلك يهدمون أهم ما جاء في الكتاب من معالم هذه الملة العظيمة..

فنقول أولاً: الحديث ثابت بإسناد حسن وهو مرويّ في مسند الإمام أحمد (1/84) .

قال عبد الله حدثني أبي حدثنا أسباط بن محمد حدثنا نعيم بن حكيم المدائني عن أبي مريم عن علي رضي الله عنه قال:"انطلقت أنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أتينا الكعبة، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم:"اجلس. وصعد على منكبي فذهبت لأنهض به، فرأى مني ضعفاً، فنزل وجلس لي نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: اصعد على منكبي، قال: فصعدت على منكبيه قال فنهض بي قال: فإنه يخيل إليَّ أني لو شئت لنلت أفق السماء حتى صعدت على البيت وعليه تمثال صفر أو نحاس، فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه، حتى إذا استمكنت منه قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم:"اقذف به"، فقذفت به، فتكسّر كما تتكسّر القوارير، ثم نزلت، فانطلقت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس"."

قلت: أسباط بن محمد: ثقة، إنما ضعف في الثوري، وهو هنا لم يروه عنه.

ونعيم بن حكيم المدائني: وثقه يحيى بن معين والعجلي كما في تاريخ بغداد (13/303) .

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل في المسند أيضاً (1/151) : حدثني نصر ابن علي، ثنا عبد الله بن داود، عن نعيم بن حكيم، عن علي رضي الله عنه قال:"كان على الكعبة أصنام فذهبت لأحمل النبي - صلى الله عليه وسلم - إليها فلم أستطع فحملني فجعلت أقطعها ولو شئت لنلت السماء".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام