فهرس الكتاب
الصفحة 6 من 112

وبقوله عز وجل: { ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين } [النحل: 123] ، وكم من حديث صحيح في السنة، يوصي به النبي - صلى الله عليه وسلم - باتباع الحنيفية السمحة ملة أبينا إبراهيم، فالنصوص كثيرة وصريحة بأن طريقة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصل دعوته، كانت البراءة من الكفار ومعبوداتهم الزائفة وشرائعهم الباطلة، وهي عين طريقة إبراهيم عليه السلام وملته..

وفي الحديث المتفق عليه:"الأنبياء أولاد علات"أي أن أصلهم واحد وإن اختلفت فروعهم، وأعظم ما دندنا حوله في هذا الكتاب، إنما هو أصل التوحيد ولوازمه من البراءة من الشرك والتنديد بأوليائه.. ومعلوم أن هذا الباب لا نسخ فيه ولا يقال فيه، إنه من شرع من قبلنا، لأن شريعة الأنبياء جميعهم في أصل التوحيد والبراءة من الشرك وأهله واحدة..

قال تعالى: { ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } [النحل: 36] ، وقال سبحانه: { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } [الأنبياء: 25] ، وقال عز وجل: { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم } ... [الشورى: 13] .

* ثالثاً: أما قولهم إن آية الممتحنة مدنية نزلت لما كان للمسلمين دولة..

فنقول قد أكمل الله لنا الدين وأتم علينا بذلك نعمته، فمن أراد اليوم أن يفرق بين ما أنزل الله، بحجة أن هذا مدني وذاك مكي، فليأت ببرهان من الشرع على ما يريد، وإلا كان من الكاذبين، قال تعالى: { قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام