فهرس الكتاب
الصفحة 28 من 112

القضية الأولى: وهي الكفر بالطواغيت التي تعبد من دون الله عز وجل، سواء اكانت هذه الطواغيت أصناماً من حجر، أو شمساً أو قمراً، أو قبراً أو شجراً، أو تشريعات وقوانين من وضع البشر.. فملة إبراهيم ودعوة الأنبياء والمرسلين تستلزم إظهار الكفر بهذه المعبودات كلها وإبداء العداوة والبغضاء لها، وتسفيه قدرها والحط من قيمتها وشأنها وإظهار زيفها ونقائصها وعيوبها منذ أول الطريق. وهكذا كان حال الأنبياء حين كانوا يبدأون دعوتهم لأقوامهم بقولهم: { اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } [النحل: 36] ، ومن هذا قول الله تعالى عن الحنيف إبراهيم عليه السلام: { قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين } [الشعراء: 75] .

وقوله في الأنعام: { قال يا قوم إني بريء مما تشركون } [الأنعام: 78] ، وقوله: { إذا قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين } .. [الزخرف: 27] .

وكذا قوله سبحانه عن قوم إبراهيم: { قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم } [الأنبياء: 60] . قال المفسرون: { يذكرهم } أي يعيبهم ويستهزىء بهم ويتنقصهم. والكتاب والسنة يمتلئان بالأدلة على ذلك.. ويكفينا من ذلك هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة، وكيف كان يسفه آلهة قريش ويظهر البراءة منها والكفر بها حتى كانوا يلقبونه بالصابئ.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام