فهرس الكتاب
الصفحة 11 من 112

أقول: ومع هذا فقد قلنا في هذا الكتاب بعد أن سقنا الحديث: (ومع ذلك نقول لو سلمنا جدلاً أنه لم يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تحطيم الأصنام في مكة زمن الاستضعاف، فإنه صلوات الله وسلامه عليه كان متبعاً لملة إبراهيم أشد الاتباع آخذاً بها بقوة، فما داهن الكفار لحظة واحدة وما سكت عن باطلهم أو عن آلهتهم، بل كان همه وشغله الشاغل في تلك الثلاث عشرة سنة، بل وغيرها هو: { اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } [النحل: 36] ، فلا يعني كونه جلس بينها تلك الثلاث عشرة سنة، أنه مدحها أو أثنى عليها أو أقسم على احترامها...) إلى قولنا: (بل كان يعلن براءته من المشركين وأعمالهم، ويبدي كفره بآلهتهم رغم استضعافه واستضعاف أصحابه، وقد فصلنا لك هذا فيما مضى ولو تأملت القرآن المكي لوضح لك من ذلك الكثير.. إلخ) .

فالمسألة إذن ليست كما يظنها هؤلاء القوم، موقوفة على حديث فرد يقضى عليها بتضعيفه، بل لها شواهد عظيمة، وبراهين صريحة، وأصول ثابتة، وقواعد راسية من أدلة الشرع، لا يقوى على ردها إلا مكابر جاحد.

فالحق ركنٌ لا يقومُ لهدّه ... ... أحدٌ ولو جمعت له الثقلان

ولعل في هذا القدر الكفاية لمن أراد الهداية.

وقبل أن أختم هذه المقدمة أحب أن أضيف إليها، بأنني كنت قد ناظرت في السجن بعض أفراد حزب سياسي إرجائي معروف، حول موضوع (الإيمان) ومتعلقاته..

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام