فهرس الكتاب
الصفحة 12 من 112

وكان فيهم رأس من رؤوسهم، فكان فيما احتجّ به ترقيعاً لعساكر الشرك والقانون، قصة حاطب بن أبي بلتعة، وقصة أبي لبابة الأنصاري، فزعم أن حاطب تجسس للكفار ووالاهم، وأن أبا لبابة خان الله والرسول، ومع ذلك لم يكفّرهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) ومن ثم قاس حرابه عساكر الشرك والقانون للشريعة وعداوتهم لأهلها، على فعل هذين الصحابيين الجليلين. وخرج من ذلك بأن أنصار الطواغيت وعساكرهم، الذين يفنون أعمارهم في حراسة الشرك والقانون، وحفظ عروش الطواغيت وحرب الشريعة وأهلها، لا يجوز تكفيرهم، لأن جرائمهم لا تعدوا فعل حاطب أو فعل أبي لبابة..! بل زاد على ذلك أن استشاط غضباً لما نقلنا عنه أنه لا يكفّر عساكر الشرك والقانون، بل يقول عنهم ظلمة وفجار، فثار لذلك واتهمنا بأننا غيرنا سياق كلامه، فهو كما قال لم يصفهم بأنهم ظلمة وفجار، هكذا بإطلاق، وإنما قال في سياق الدفع عن تكفيرهم:"قد يكون بعضهم ظلمة أو فجارا ً"أي بحسب حال آحادهم، لا بسبب طبيعة عملهم، ونصرتهم للطواغيت وحربهم للشريعة وأهلها..

فقلت لهم: عجباً لكم تتحرجون من وصف جند الطواغيت وعساكر الشرك والتنديد بالظلم والفجور، ولا تتحرجون من القول عن حاطب: والَى الكفار وتجسس لهم، وعن أبي لبابة: خان الله والرسول!! وكان هذا فراق بيننا وبينهم..

(1) وقد كتبت رداً على مقالتهم هذه، في رسالة من رسائل السجن سميتها:"الشهاب الثاقب في الرد على من افترى على الصحابي حاطب".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام