فهرس الكتاب
الصفحة 3 من 112

وإذا أرادَ اللهُ نشْرَ فضيلةٍ ... ... طُوِيَتْ أتاح لها لسانَ حسودِ

فرغم طول المدة التي نشر فيها الكتاب ورغم كثرة الخصوم والحساد، ووفرة الطاعنين والشانئين لم يصلني طول هذه المدة رد أو نقد أو ملحوظات جادة حول الكتاب، وكل الذي وصلني شقشقات عامة من بعض المخالفين نقلوها مشافهة عن شيوخهم هذا مجملها:

-قالوا إن الله وصف إبراهيم بأنه أواه حليم لأنه كان يجادل عن قوم لوط الكفار، وهذا مناف لعداوتهم التي ذكرتم أنها من ثوابت هذه الملة.

-وقالوا (ويا عجباً لما قالوا) : إننا مأمورون باتباع طريقة محمد - صلى الله عليه وسلم - وملته..

أما ملة إبراهيم فهي من شرع من قبلنا وشرع من قبلنا ليس شرعاً لنا..

-وقالوا إن آية الممتحنة المذكورة فيها ملة إبراهيم مدنية، فهي نزلت في مرحلة كان للمسلمين فيها دولة، وقرروا بذلك أن هذه الملة العظيمة إنما تظهر وتتبع فقط عند وجود الدولة..

-وقالوا إن حديث تكسير الأصنام في مكة حديث ضعيف، وأوضعوا بذلك يبغون رد أهم ما جاء في الكتاب بتضعيف ذلك الحديث.

ولعل القارىء الفطن:

ينتقد علينا تنزّلنا معهم للرد على مثل هذه الأقاويل والتي حقيقتها كما قال الشاعر:

شبهٌ تهافت كالزجاج تخالُها ... حقّاً وكُلٌّ كاسرٌ مكسورُ

ولكنني لا أرى مع ذلك مانعاً من التصدي لها مخافة أن تنطلي على البعض أو يتلقفها بعض الأغرار، خاصة وأنه لم يصلني غيرها، فأقول على وجه الاختصار..

* أولاً: أما قوله تعالى عن إبراهيم: { فلمّا ذهب عن إبراهيمَ الرَّوْعُ وجاءته البشرى يجادلُنا في قوم لوط * إن إبراهيم لحليم أواه منيب } [هود: 74-75] .

فليس فيه وجه دلالة يرقع به المجادلون باطلهم فقد روى أهل التفسير أن جدال إبراهيم عن قوم لوط، إنما كان لأجل لوط وليس لأجلهم فذكروا أنه لما سمع قول الملائكة: { إنا مهلكوا أهل هذه القرية } [العنكبوت: 31] .

قال: أرأيتم إن كان منهم خمسون من المسلمين أتهلكونهم؟

قالوا: لا

قال: فأربعون؟

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام