فهرس الكتاب
الصفحة 5 من 112

لكن هؤلاء لما لم يجدوا في الأدلة الصريحة ما يرقّع باطلهم صاروا إلى ما تهواه أنفسهم من النصوص المحتملة (ظنية الدلالة) ، وأوّلوها بأفهامهم السقيمة، ليطعنوا بها في نحر النصوص المحكمة البينة القطعية، كقوله تعالى في سورة الممتحنة بكل وضوح: { قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله } [الممتحنة: 4] ... الآية وتأمل كيف صدّرها الله تعالى بأنها الأسوة الحسنة لنا.. ثم أتبعها بالتأكيد على ذلك، فقال: { لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة، لمن كان يرجوا الله... } [الممتحنة: 6] فانظر كيف أعرضوا عن هذا النص المحكم الواضح الصريح، وحاصوا إلى آية سورة هود المتقدمة، والتي يقول الله في آخرها: { يا إبراهيم أعرض عن هذا } فتدبر حال القوم كيف تلاعبت بهم الشياطين، واحمد إلهك أن هداك إلى الحق المبين.

واجعل لقلبك مقلتين كلاهما ... من خشية الرحمن باكيتان

لو شاء ربك كنت أيضاً مثلهم ... فالقلب بين أصابع الرحمن

* ثانياً: أما قولهم، إن ملة إبراهيم من شرع من قبلنا، وشرع من قبلنا ليس بشرع لنا، فهو من العجب العجاب، إذ أين يذهب هؤلاء بقوله تعالى الواضح الصريح: { قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده... } [الممتحنة: 4] ، إلى قوله تعالى: { لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ومن يتولّ فإن الله هو الغني الحميد } [الممتحنة: 6] .

وأين يذهبون بقوله تعالى: { ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه } [البقرة: 130] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام