إذا كان هذا حكم أولئك الأئمة الأعلام في العساكر التابعين للدولة التي يتباكى عليها وعلى أيامها أكثر مسلمي هذا الزمان.. وإذا كانت هذه مصنفاتهم فيمن والاها وأحبها أو أحب ظهورها.. فماذا تراه يكون قولهم في عبيد الياسق العصري؟؟
وبماذا كانوا سيحكمون على من أظهر الولاء لهم ولجيوشهم وشرطتهم خوفاً من الحرمان من المساكن والقسائم أو الوظائف أو غير ذلك من قشور الدنيا ومتاعها؟؟ وبماذا كانوا سيحكمون على من أقسم على الإخلاص لهم أو على احترام قوانينهم.. لو أنهم أدركوا هذا الزمان؟؟؟
"فالحذر الحذر أيها العاقلون والتوبة التوبة أيها الغافلون فإن الفتنة حصلت في أصل الدين لا في فروعه، ولا في الدنيا، فيجب أن تكون العشيرة والأزواج والأموال والتجارة والمساكن وقاية للدين وفداءً عنه، ولا يُجعل الدين فداءً عنها ووقاية لها قال تعالى: { قل إن كان آباؤكُم وأبناؤُكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين } [التوبة: 24] ، فتفطن لها وتأملها فإن الله أوجب أن يكون الله ورسوله والجهاد أحب من تلك الثمانية كلها، فضلاً عن واحدة منها أو أكثر، أو شيء دونها مما هو أحقر، فليكن الدين عندك أغلى الأشياء وأعلاها..."اهـ. من الدرر ص127 جزء الجهاد.
فصل
من أساليب الطغاة لتمييع ملة إبراهيم وقتلها في نفوس الدعاة
وبعد.. فإذا كنت قد فهمت ملة إبراهيم فهماً جيداً.. وعلمت أنها منهج الرسل وأتباعهم.. وأنها طريق النصر والفوز والسعادة في الدارين.. فلتعلم بعد ذلك علم اليقين أن الطغاة في كل زمان لا يرضون عنها، بل يخافون هذه الملّة العظيمة ويخشونها.. ويحرصون كل الحرص على قتلها ونزعها من نفوس الدّعاة بشتى الحيل والأساليب..