كما أخبر تعالى بذلك عنهم منذ القديم فقال في سورة القلم وهي مكية: { ودّوا لو تدهن فيدهنون } [القلم: 9] . فهم يتمنّون أن يسلك الدّعاة غيره من السبل المعوجّة وينحرفوا عن دعوة الأنبياء الصلبة المستقيمة.. ولا يزالون يخطّطون لأجل حرف الدعاة عن هذا الصراط المستقيم.. إلى سبل فيها سكوت عن كثير من باطلهم، تُرضي خواطرهم.. أو تلتقي معهم في بعض أمورهم.. هكذا.. حتى تموت الدعوة وتتميع قضيتها وينحرف دعاتها عن خطها الواضح البيّن المستقيم فالطّغاة يعلمون أن أول التقهقر خطوة إلى الوراء.. ثم تعقب هذه الخطوة، خطوات وخطوات.. ينسى معها الدعاة منهج الدعوة الأصيل.. ويحصل يقيناً من هذا الانحراف.. التقاء مع أهل الباطل في كثير من باطلهم أو بعضه.. وذلك غاية ما يتمنونه ابتداء.. لذلك فإنهم إن يروا من هؤلاء الدعاة تنازلاً أو تقهقراً.. أظهروا لهم الرضى عنهم وعن دعواتهم، وقربوهم وأثنوا على جهودهم وأظهروا لهم الود والحب.. قال تعالى: { وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذاً لاتخذوك خليلا } [الإسراء: 73] .