فهرس الكتاب
الصفحة 73 من 112

والتدبر وتستسبه؛ أي تحمله على السب.. قال محمد رشيد رضا في تفسيره:"الباعث على العمل هنا هو إرادة السب التي يُقصد بها إهانة المسبوب، فإن هذا الساب لا يتوجه قصده إلا إلى إهانة مخاطبه الذي سبه"اهـ. بخلاف تدخيل العقل، والدعوة إلى إعماله ومخاطبته ولفت انتباهه إلى زيف هذه الآلهة وكونها لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع ولا تقرب ولا تشفع ولا تغني عن أنفسها وأتباعها شيئاً.. وتأمل قصة إبراهيم مع قومه وكيف يلفت فيها انتباههم إلى زيف تلك الآلهة المزعومة، ويستشيرهم لا لمجرد الاستثارة أو الإهانة بل ليفكروا ويتصادموا مع عقولهم في ذلك.. وتأمل كيف يفتضح أمرهم بذلك وينتكسوا ويتناقضوا ويتخبطوا.. فيقول لهم عند ذلك معنّفاً: { أفٍ لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون } [الأنبياء: 67] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام