{ قل يا أيّها الكافرون. لا أعبد ما تعبدون. ولا أنتم عابدون ما أعبد. ولا أنا عابد ما عبدتم. ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين } [الكافرون: 1-6] . ويصرح لهم بأنه ثابت على طريقته هذه بريء ممن خالفها وأنه من المؤمنين الذين هم أعداء لهم ولدينهم: { قل يا أيّها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تدعون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين } [يونس: 104] . ويقول تعالى مخاطباً له: { وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون } ويقول سبحانه معلماً المؤمنين أن يقولوا: { الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم } [الشورى: 51] .
جاء في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود وغيره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأحد أصحابه:"إقرأ { قل يا أيّها الكافرون } ، ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك". وجاء في"رسالة أسباب نجاة السؤول من السيف المسلول"ما ملخصه:"إن كلمة الإخلاص (لا إله إلا الله) قُيّدت بقيود ثقال فإمام الحنفاء - صلى الله عليه وسلم - لم يكتف بمجرد قولها ولم تتم له المحبة والموالاة وهو إمام المحبين إلا بالمعاداة. كما يخبر تعالى عنه: { أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين } [الشعراء: 77] ، وهذا هو معنى قول (لا إله إلا الله) كما قال تعالى: { وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون } [الزخرف: 28] ، فأورثها إمام الحنفاء - صلى الله عليه وسلم - لأتباعه يتوارثها الأنبياء بعضهم عن بعض فلما بعث نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - أمره الله بقولها كما قالها أبونا إبراهيم فأنزل الله عز وجل بها سورة كاملة هي سورة الكافرون"اهـ. من مجموعة التوحيد.