فهرس الكتاب
الصفحة 74 من 127

قال: ولهذا سمي من تُحوكم إليه من حاكم بغير كتاب الله: طاغوت، والمطاع فى معصية الله والمطاع فى اتباع غير الهدى ودين الحق سواء كان مقبولا خبره المخالف لكتاب الله أو مطاعا أمره المخالف لأمر الله هو طاغوت، ولهذا سمى من تحوكم إليه من حاكم بغير كتاب الله طاغوت، وسمى الله فرعون وعادا طغاة. اه [1]

وقال ابن القيم رحمه الله: الطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله أو يعبدونه من دون الله ورسوله، أو يتبعوه على غير بصيرة من الله أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله.

فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها، رأيت أكثرهم عدلوا عن عبادة الله إلى عبادة الطاغوت، وعن التحاكم إلى الله ورسوله إلى التحاكم إلى الطاغوت، وعن طاعة الله ومتابعة رسوله إلى طاعة الطاغوت ومتابعته. اه [2]

وقال محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: والطواغيت كثيرة ورؤوسها خمسة - وذكر منها:

* الحاكم الجائر المغير لأحكام الله تعالى، والدليل قوله تعالى (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا) .

* الذي يحكم بغير ما أنزل الله، والدليل قوله تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) ، واعلم أن الإنسان ما يصير مؤمنا بالله إلا بالكفر بالطاغوت، والدليل قوله تعالى (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم) [3]

ويقول الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله: الطاغوت ثلاثة أنواع: طاغوت حكم وطاغوت عبادة وطاغوت طاعة ومتابعة .. اه [4]

(1) راجع مجموع فتاوى ابن تيمية ج28/ 200 - 201.

(2) إعلام الموقعين ج1/ 50.

(3) الجامع الفريد/265.

(4) الدرر السنيةج8/ 272، جزء حكم المرتد.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام