لقد فرض الله تعالى طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وجعل ذلك أصل الدين وأساسه، قال تعالى (قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين) [1] ، وهذا أمر ظاهر ومتكرر في القرآن في غير موضع، ومن المعلوم أن طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم مطلقة، وكل طاعة بعد ذلك مقيدة بطاعة الله ورسوله، قال تعالى (يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) [2] ، فجعل الله طاعته سبحانه وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم مطلقة وجعل طاعة أولي الأمر مقيدة بطاعتهم لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وقد بينت الآيات أن من أعطى لغير الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم حق الطاعة المطلقة فقد أشرك مع الله آلهة أخرى وجعل لله تعالى شريكا في التحليل والتحريم والتشريع، وأما الأدلة على ذلك فهي:
(1) سورة آل عمران، الآية: 32.
(2) سورة النساء، الآية: 59.