فهرس الكتاب
الصفحة 82 من 94

ذلك وأجابني بمثله، ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي، وعاد، ثم قال: (( يا سعد إني لأُعطي الرجل، وغيره أحب إليَّ منه، خشية أن يكبه الله في النار ) )متفق عليه واللفظ للبخاري [1] .

ويدل على هذا الفرق الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره: (( ثنا بهز بن حكيم ثنا علي بن مسعدة ثنا قتادة عن أنس¢ قال كان رسول الله، يقول: (( الإسلام علانية والإيمان في القلب ) ). ثم يشير بيده إلى صدره ثلاث مرات ثم يقول: (( التقوى ههنا، التقوى ههنا ) ) [2] .

ومن هنا قال الحافظ بن رجب في جامع العلوم والحكم:

(( قال المحققون من العلماء: كل مؤمن مسلم، فإن من حقَّق الإيمان، ورسخ في قلبه، قام بأعمال الإسلام، كما قال،: (( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب ) )فلا يتحقق القلب بالإيمان إلا وتنبعث الجوارح بالأعمال.

وليس كل مسلم مؤمناً، فإنه قد يكون الإيمان ضعيفاً فلا يتحقق القلب به تحقيقاً تاماً، مع عمل جوارحه أعمال الإسلام فيكون مسلماً، وليس بمؤمن الإيمان التام )) اهـ [3] .

(1) رواه البخاري موصولاً في كتاب الإيمان - باب: إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة .. (27) ، ومسلم في الإيمان أيضاً - باب تألف قلب من يخاف على إيمانه لضعفه (150) .

(2) أخرجه في الإيمان أحمد في المسند (3/ 134 - 135) ، وأخرجه البزار وأبو يعلى قال في المجمع 1/ 52: (( رواه أحمد وأبو يعلى بتمامه والبزار باختصار ورجاله رجال الصحيح ما خلا علي بن مسعدة وقد وثقه ابن حبان وأبوداود الطيالسي وأبو حاتم وابن معين وضعفه آخرون ) )اهـ.

وأخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 111) من طريق ابن مسعدة به، وكذا العقيلي في الضعفاء (2/ 250) ، وانظره في تفسير ابن كثير (7/ 352) (الشعب) ، والمطالب العالية (2861) ، والدر المنثور (6/ 10) ، وعزاه فيه أيضاً لابن مردويه، وأورده الحافظ ابن رجب في الجامع محتجاً به، وعلته ابن مسعدة.

وابن مسعدة هو: علي الباهلي أبو حبيب البصري، مختلف فيه، وسبق من عدَّله وممن جرحه البخاري وقال: فيه نظر، ولذا تبعه العقيلي فأورده في الضعفاء، وضعفه النسائي وأبوداود وابن عدي في الكامل وقال: أحاديثه غير محفوظة.

ولذا قال الحافظ في التقريب: صدوق له أوهام من السابعة، وقد روى له البخاري في الأدب الترمذي وابن ماجه

وأورد صاحب تهذيب الكمال وتهذيبه هذا الحديث في ترجمته، كما فعل الذهبي في الميزان، وانظره في التاريخ الكبير (6/ 294) ، والميزان (3/ 156) ، والتهذيب (3/ 192) (الرسالة) ، والجرح والتعديل (6/ 204) .

ولا شك أن معنى الحديث صحيح ثابت في الصحيحين وغيره مما يشهد لهذا الحديث ويقوي جانب ثبوته.

(3) جامع العلوم والحكم، شرح الحديث الثاني: حديث جبريل المشهور (28) ، وانظر منهج الحافظ ابن رجب (428) وما بعدها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام