فهرس الكتاب
الصفحة 76 من 94

-قول الخوارج والمعتزلة وجمهور المرجئة:

بأن الاستثناء محرم بناء على قولهم: الإيمان شيء واحد لا يتجزأ، سواء دخل العمل فيه أو لم يدخل.

-الرد على قولهم:

1 أن الاستثناء شك، ومن استثنى في إيمانه بالله وملائكته وكتبه .... فقد شك وهذا لا يجوز. ولذلك سمّوا من يستثنون في الإيمان بالشكّاكة. ومن علم من نفسه اليقين فلا يجوز أن يشك.

2 ـ أن الله تعالى علمنا الاستثناء لربط الأمور المستقبلية بالمشيئة قال تعالى: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً * إِلاَّ أَن يَشَاءُ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً} [الكهف: 23 - 24] .

وعليه إذا حلف الإنسان واستثنى فإنه لا يحنث لتعلق الأمر بالمشيئة.

-قول أهل السنة والجماعة:

أسعد الناس بالدليل من الفريقين وهو القول الوسط بين قولين متضادين، وهو بالتفصيل:

أ إذا أراد المستثني من الاستثناء الشك في أصل الإيمان فهذا حرام لا يجوز، كأن يقول أنا مؤمن بالله وملائكته ... إن شاء الله، شاكاً.

ب أما إن قصد بالاستثناء تحقق الشيء كأن يكون في أمر لا بد من وقوعه فهذا جائز. كما يدل عليه حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي قال: (( كان رسول الله، يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية ) )رواه مسلم [1] .

جـ ـ كذلك إن قصد منع تزكية نفسه.

د أو قصد أن لا يعلم ما تكون عليه خاتمته.

(1) رواه مسلم 2/ 671، كتاب الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها حديث رقم 975.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام