فهرس الكتاب
الصفحة 63 من 94

-قول الأباضية والزيدية من الرافضة وهو أنهم في الدنيا كافرون كفر نعمة لا كفر شرك، وأن أسمائهم كافرون مُنافقون ليسوا بمشركين، وهؤلاء كما قال تعالى: {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاءِ وَلاَ إِلَى هَؤُلاءِ} [النساء: 143] .

فهم لا إلى المشركين في الحكم والسيرة ولا إلى المؤمنين في الاسم والثواب {ما هم منكم ولا منهم} [المجادلة: 14] . أما حكمهم في الدنيا فحكم المؤمن المنافق كالفاسق المؤمن. فيحرم قتالهم وسبيهم ومغنمهم وتؤكل ذبيحتهم، لكن لا تقبل شهادتهم ويقدح في عدالتهم ويقام عليهم الحدود كالمؤمنين.

-قول المعتزلة وهو أنهم في الآخرة مخلدون في نار جهنم لكنهم أقلّ عذاباً من الكافرين المشركين.

أما عن حكمهم في الدنيا فهم في منزلة بين المنزلتين لا إلى الكفر ولا إلى الإيمان. وسموهم فسقة، هذا ويختلف عن الفسق عند أهل السنة والجماعة.

-أدلتهم على قولهم:

عموم أدلتهم هي نصوص الوعيد للعصاة والكافرين نستشهد بنماذج منها:

1 قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ} [التغابن: 2] ، فلم يجعل الله سبحانه وتعالى بين الكفر والإيمان حكماً آخر فدل على أن الناس أما إلى هذا وإلى الكفر، والعاصي لا يمكن أن يكون مؤمناً لمعصيته فهو كافر.

2 ـ قوله تعالى: {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشورى: 7] ، فجعل سبحانه المآل إما إلى الجنة أو النار، وصاحب الذنب لا يكون في الجنة، فلم يبق إلا النار.

3 قوله تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27] ، فمرتكب الذنب والكبيرة غير متق لله فلو كان متق لله لما ارتكب هذه المعصية فلا يتقبل منه، ومفهوم الآية أن غير المتقي هو الكافر فصار مرتكب الكبيرة حكمه حكم الكافر.

-القول الثاني:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام