البيت رجال قُتلوا لم ندر ما تقول فيهم؟!! فأنزل الله على نبيه: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [1] [البقرة: 123] .

هذه نماذج من أدلة القائلين بدخول الأعمال في تعريف الإيمان [2] .

-أدلة الفريق الثاني [3] : المرجئة القائلين بعدم دخول الأعمال في الإيمان:

1 أن الإيمان في اللغة هو التصديق، يدل على ذلك قوله تعالى: {وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ} [يوسف: 17] أي بمصدق لنا.

حيث أن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن بلغة العرب قال تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً} [الزخرف: 3] وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ} [إبراهيم: 4] .

فدل على أن الخطاب إنما هو بلغة العرب والإيمان بلغة العرب هو ما ذكرناه.

2 إجماع أهل اللغة قاطعة على أن الإيمان في اللغة قبل نزول القرآن وبعثة النبي، هو التصديق لا يعرفون في لغتهم إيماناً غير ذلك.

3 أن الإيمان هو التصديق لا يكون إلا بالقلب. قال تعالى: {أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ} [المجادلة: 22] ، وقال: {إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ} [النحل: 106] .

ولحديث أسامة بن زيد¢ قال: (( بعثنا رسول الله، إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال لا إله إلا الله فكف الأنصاري عنه فطعنته برمحي حتى قتلته فلما قدمنا بلغ النبي، ذلك، فقال يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله قلت يا رسول الله إنما قالها خوفاً من السلاح قال: أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا، فما

(1) صحيح البخاري 4/ 1631، كتاب التفسير، باب تفسير قول الله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [البقرة: 142] ، رقم 4216.

(2) قد بوب المروزي في"تعظيم قدر الصلاة"باباً سماه: الأحاديث التي تل على أن الأعمال داخلة في الإيمان 1/ 398 - 505. وقبله الإمامان: البخاري في كتاب الإيمان من أول صحيحه، ومسلم في كتاب الإيمان.

(3) انظر أدلتهم وحجهم في:"الإرشاد"333،"التمهيد"389،"الطحاوية"337،"شرح الفقه الأكبر"125،"شرح النونية"1/ 144،"مجموع الفتاوى"7/ في مواضع متعددة منها ص 121 - 142، 289، 293 وغيرها.