ولحديث عمر بن الخطاب¢ قال: بينما نحن جلوس عند النبي، ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يعرفه أحد منا لا يُرى عليه أثر السفر، حتى جلس إلى النبي،، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال: ثم قال فأخبرني عن الإيمان: قال: (( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره ) )، قال: صدقت .... وذكر الحديث. متفق عليه [1] .
فعلى هذا تكون أركان الإيمان الستة هي:
1 ـ الإيمان بالله: وهو توحيده بربوبيته وألوهيته وأسمائه وأفعاله وصفاته ومنه قول لا إله إلا الله.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ} [النساء: 136] .
وعن أبي هريرة¢ قال: لما توفي رسول الله، وكان أبو بكر وكفر من كفر من العرب فقال عمر لأبي بكر¢ كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله،: (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قالها عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ) ) [2] . متفق عليه.
2 ـ الإيمان بالملائكة: ومن الإيمان بالملائكة الإيمان بوجودهم بأنهم من عباد الله وخلق من خلقه، وأن لهم وظائف خاصة بهم، وأنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلآئِكَتِهِ .... } [البقرة: 285] .
ولقوله عز وجل: {وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ} [الزخرف: 19] . وهذا إيمان بفضلهم ومكانتهم، وإيمان راجح بعظم خلقهم وكثرتهم
ولحديث عمر عن جبريل وفيه: (( أن تؤمن بالله وملائكته ... ) )الحديث.
(1) رواه مسلم عن ابن عمر عن عمر 1/ 36، كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان والإحسان، ورواه البخاري نحوه من حديث أبي هريرة 1/ 27 كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل النبي' عن الإيمان والإسلام والإحسان ... ولم يذكر (( أن تؤمن بالقدر خيره وشره ) ).
(2) رواه البخاري 2/ 507 كتاب الزكاة، باب وجوب الزكاة. ورواه مسلم 1/ 51 كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمداً رسول الله ...