1 أنه حكم الرجال ولا حكم إلا لله فأخطأ وعليه التوبة.
2 قاتل في معركة الجمل ولم يسبِ، فلمَ؟ فإن كانوا مسلمين فلا تجوز مقاتلتهم ولا سبيهم، وإن كانوا كافرين فتجب مقاتلتهم وسبيهم.
3 ـ أنه في التحكيم لم يسمِ نفسه أمير المؤمنين، فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين. فأجابهم ابن عباس عنها الجواب الكافي الوافي الذي أقام عليهم الحجة، فرجع معه كثير منهم وتابوا من عملهم، منهم عبد الله بن الكوّآء اليشكري، وكان عددهم ثمانية آلاف [1] . فقال لهم علي بن أبي طالب اعتزلوني، أي لا تقاتلوا معي أهل النهروان، وسار إلى النهروان بقية الخوارج بقيادة عبد الله بن وهب الراسبي [2] وحرقوص بن زهير [3] .
وحصل منهم شرٌ كثير، استحلوا دماء المسلمين وأموالهم وقتلوا الصحابي: عبد الله بن خباب بن الأرت [4] حيث لقوه وهم في طريقهم إلى النهروان وهو يهرب منهم فأحاطوا به وقالوا من أنت فقال أنا عبد الله بن خباب بن الأرت. فقالوا حدثنا حديثاً سمعته من أبيك عن رسول الله، فقال: سمعت أبي يقول: قال رسول الله: (( ستكون فتنة، القاعد فيها خير من القائم، والقائم
(1) انظر البداية والنهاية 7/ 291، والفرق بين الفرق 52، 53.
(2) عبد الله بن وهب الراسي الأزدي أدرك النبي'، شارك في فتوح العراق مع سعد بن أبي وقاص، كان من أنصار علي ثم خرج عليه مع رؤوس الخوارج خطيب ذوبيان بايعه الخوارج سنة 37 ه ولما عرضت عليه الإمامة قال: (( هاتوها أما والله لا آخذها رغبة في الدنيا ولا أدعها خوفاً من الموت ) ). كان أمير خوارج النهروان وفيها قتل في 9 صفر 38 ه. انظر آراء الخوارج الكلامية 1/ 88 - 95.
(3) حرقوص بن زهير السعدي وقيل البجلي المعروف بذي الثديه. حضر فتوح العراق. ذكر الطبري أن عتبة بن غزوان كتب إلى عمر يستمده فأمده بحرقوص بن زهير هذا وهو الذي فتح سوق الأهواز. من رؤوس الخوارج يوم النهروان برز لعلي بن أبي طالب وقال له: (( لا نريد بقتالك إلا وجه الله والدار الآخرة ) ). وفي النهروان قتل كان علامة على الفئة الذين قتلهم أجر يوم القيامة لقوله': (( آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأةأو مثل البضعة تدردر ) )رواه مسلم رقم 1064. انظر الإصابة رقم 1656 والفرق ص 51 - 54.
(4) عبد الله بن خباب بن الأرت التيمي ذكره الطبري من الصحابة وقال ابن خزاعة أدرك النبي عليه السلام، روى ابن منده أنه أول مولود في الإسلام عبد الله بن الزبير وعبد الله بن خباب وقد سماه النبي' عبد الله وقال لأبيه خباب أنت أبو عبد الله. روى الحسن البصري أن الصرم من الخوارج أوقفه فانصرفوا يسألونه فقال لهم: أما فيكم فلا ولكن سمعت رسول الله' يقول: (( يكون من بعدي قوم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ... ) )الحديث. وقد قتلوه هو وابن له من جارية والجارية. انظر الإصابة رقم 4638.