مذهبهما أن فاعل الكبيرة مخلد في النار لا تنفع فيه الشفاعة.
22 -ومنها: أن الله عز وجل لا يحاط به علماً كما لا يحاط به سمعاً، ولا بصراً؛ قال تعالى: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) (الأنعام/103) ، وقال تعالى: (ولا يحيطون به علماً) (طه/110) .
23 -ومنها: أننا لا نعلم شيئاً عن معلوماته إلا ما أعلمنا به؛ لقوله تعالى: (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء) على أحد الوجهين في تفسيرها.
24 -ومنها: تحريم تكييف صفات الله؛ لأن الله ما أعلمنا بكيفية صفاته؛ فإذا ادعينا علمه فقد قلنا على الله بلا علم.
25 -ومنها: الرد على الممثلة؛ لأن ذلك قول على الله بلا علم؛ بل بما يعلم خلافه؛ لقوله تعالى: (ليس كمثله شيء) (الشورى/11) .
26 -ومنها: إثبات مشيئة الله؛ لقوله: (إلا بما شاء) .
27 -ومنها: عظم الكرسي؛ لقوله تعالى: (وسع كرسيه السموات والأرض) .
28 -ومنها: عظمة خالق الكرسي؛ لأن عظم المخلوق يدل على عظمة الخالق.
29 -ومنها: كفر من أنكر السموات، والأرض؛ لأنه يستلزم تكذيب خبر الله؛ أما الأرض فلا أظن أحداً ينكرها؛ لكن السماء أنكرها من أنكرها، وقالوا: ما فوقنا فضاء لا نهاية له، ولا حدود؛ وإنما هي سدوم، ونجوم، وما أشبه ذلك؛ وهذا لا شك أنه كفر بالله العظيم سواء اعتقده الإنسان بنفسه، ووهمه؛ أو صدَّق من قال به ممن يعظمهم إذا كان عالماً بما دل عليه الكتاب والسنّة.
30 -ومنها: إثبات قوة الله؛ لقوله تعالى: (ولا يؤوده حفظهما) .
31 -ومنها: أنه سبحانه وتعالى لا يثقل عليه حفظ السموات، والأرض؛ لقوله تعالى: (ولا يؤوده حفظهما) ؛ وهذه من الصفات المنفية؛ فهي كقوله تعالى: (وما مسنا من لغوب) (ق/38) .
32 -ومنها: إثبات ما تتضمنه هذه الجملة: (ولا يؤوده حفظهما) ؛ وهي العلم، والقدرة، والحياة، والرحمة، والحكمة، والقوة.
33 -ومنها: أن السموات، والأرض تحتاج إلى حفظ؛ لقوله تعالى: (ولا يؤوده حفظهما) ؛ ولولا حفظ الله لفسدتا؛ لقوله تعالى: (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليماً غفوراً) (فاطر/41) .
34 -ومنها: إثبات علو الله سبحانه وتعالى أزلاً، وأبداً؛ لقوله تعالى: (وهو العلي) ؛ و (العلي) صفة مشبهة تدل على الثبوت، والاستمرار؛ وعلوّ الله عند أهل السنة والجماعة ينقسم إلى قسمين: