الفعل يدل على شيئين الحدث والزمان، ف (قام) يدل على (قيام) في زمن ماض، و (يقوم) يدل على (قيام) في الحال أو الاستقبال، و (قم) يدل على (قيام) في الاستقبال، والقيام: هو الحدث وهو أحد مدلولي الفعل؛ وهو المصدر، فالمصدر اسم الحدث.
الفعل: كلُّ فعل كمال قائِم بذات الله تعالى ثابِت في الكتاب والسنة، يتعلَّق بمشيئتِه وقُدرته ويرتبط بزمانٍ ومكان. وأفعال الله تعالى قديمة النوع متجددة الآحاد حسب ما تقتضيه مشيئته سبحانه. فقد كان الله بذاته وصفاته وأفعاله ولم يكن قبله شيء.
الفعل: (استوى)
دل الفعل (استوى) على شيئين حدث وزمان، الحدث الذي هو المصدر: الاستواء، والزمن الذي هو زمن ماض. فيكون الاستواء وصف فعل لله تعالى متعلق بمشيئته عز وجل، وهذا من باب الاستدلال على الصفة من خلال الفعل الدال على الصفة (وصف الفعل) ، فالفعل: (استوى) ، ووصف الفعل: (الاستواء) ، قال تعالى: (الذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَل بِهِ خَبِيراً) (الفرقان/59) ، فالاستواء على العرش وصف فعل يتعلق بمشيئة الله تم بعد خلق السماوات والأرض.
ومعنى استوى: أي ارتفع عليه وعلا.
قال ابن كثير في تفسير الاية 54 من سورة الاعراف: (وأما قوله تعالى:(ثم استوى على العرش) ، فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا، ليس هذا موضع بسطها، وإنما يسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح: مالك، والأوزاعي، والثوري، والليث بن سعد، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه وغيرهم، من أئمة المسلمين قديما وحديثا، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل. والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله، فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه، و (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) (الشورى/11) بل الأمر كما قال الأئمة -منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري: (من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر) . وليس فيما