التوحيد هو أصل الدين ورأسه والذي لا يقبل الله سبحانه وتعالى عملا إلا به، ويغفر لصاحبه، ولا يغفر لمن تركه، قال تعالى: (إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا) (النساء/48) ، وقال سبحانه وتعالى: (إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا(النساء/116) ، ولهذا كانت كلمة التوحيد أفضل الكلام وأعظمه.
وقد اشتملت آية الكرسي على أصول توحيد الأسماء والصفات، فكانت أعظم آية في القرآن الكريم.
توحيد الأسماء والصفات:
هو اعتقاد انفراد الله بالكمال المطلق من جميع الوجوه بنعوت العظمة والجلالة والجمال وذلك بإثبات ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من جميع الأسماء والصفات ومعانيها وأحكامها الواردة في الكتاب والسنة، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل. [1]
أو بمعنى آخر: هو إفراد الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وأفعاله الواردة في الكتاب والسنة، والإيمان بمعانيها وأحكامها، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل ومن تبصر في العالم، وعرف شؤونه وأحواله تبين له كمال تعلقه خلقا وأمرا بأسماء الله تعالى الحسنى، وصفاته العلى، وارتباطه بها أتم ارتباط، وظهر له أن الوجود كله آيات بينات، وشواهد واضحات على أسماء الله تعالى، وصفاته العلى.
(1) التحريف لغة: التغير والتبديل. والتحريف في باب الأسماء والصفات هو: تغيير ألفاظ نصوص الأسماء والصفات أو معانيها عن مراد الله بها.
التعطيل لغة: مأخوذ من العطل الذي هو الخلو والفراغ والترك، والتعطيل في باب الأسماء والصفات هو: نفي أسماء الله وصفاته أو بعضها.
التكييف لغة: جعل الشيء على هيئة معينة معلومة، والتكييف في صفات الله هو: الخوض في كنه وهيئة الصفات التي أثبتها الله لنفسه.
التمثيل لغة: من المثيل وهو الند والنظير، والتمثيل في باب الأسماء والصفات هو: الاعتقاد في صفات الخالق أنها مثل صفات المخلوق.