2/ حديث أبي موسي رضي الله عنه قال: (الكرسي موضع القدمين وله أطيط كأطيط الرحل) . [1]
قال الشيخ السعدي في تفسيره:
(أخبر صلى الله عليه وسلم أن هذه الآية أعظم آيات القرآن، لما احتوت عليه من معاني التوحيد والعظمة، وسعة الصفات للباري تعالى.
فأخبر أنه (اللهُ) الذي له جميع معاني الألوهية، وأنه لا يستحق الألوهية والعبودية إلا هو، فألوهية غيره، وعبادة غيره باطلة.
وأنه (الْحَيُّ) الذي له جميع معاني الحياة الكاملة، من السمع والبصر، والقدرة، والإرادة، وغيرها، والصفات الذاتية.
كما أن (الْقَيُّومُ) تدخل فيه جميع صفات الأفعال، لأنه القيوم الذي قام بنفسه، واستغنى عن جميع مخلوقاته، وقام بجميع الموجودات، فأوجدها وأبقاها، وأمدها بجميع ما تحتاج إليه في وجودها وبقائها. ومن كمال حياته وقيوميته، أنه؛
(لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ) أي: نعاس (وَلا نَوْمٌ) ؛ لأن السنة والنوم، إنما يعرضان للمخلوق، الذي يعتريه الضعف، والعجز، والانحلال، ولا يعرضان لذي العظمة والكبرياء والجلال.
وأخبر أنه مالك جميع ما في السماوات والأرض فكلهم عبيد لله مماليك، لا يخرج أحد منهم عن هذا الطور، (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا) فهو المالك لجميع الممالك، وهو الذي له صفات الملك والتصرف، والسلطان، والكبرياء.
(1) قال الإمام الذهبي في (العلو) : أخرجه البيهقي في كتاب الأسماء والصفات. وليس للأطيط مدخل في الصفات أبدا، بل هو كاهتزاز العرش لموت سعد، وكتفطر السماء يوم القيامة ونحو ذلك. ومعاذ الله أن نعده صفة لله عز وجل، ثم لفظ الأطيط لم يأت من نص ثابت.
قال الشيخ الالباني في مختصر العلو/75 - قلت: وإسناده موقوف صحيح، عبد الله في السنة ص 71 وأبو الشيخ في العظمة 42/ 2 وأبو جعفر بن أبي شيبة أيضا في العرش ق 114/ 1 - 2 ورجاله كلهم ثقات معروفون. انظر مختصر العلو للعلي العظيم/ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى 748 هـ) ، حققه واختصره محمد ناصر الدين الألباني، الناشر المكتب الإسلامي، الطبعة الثانية 1412 هـ-1991 م، ص 124.