فهي أفعال لله عز وجل، لكنها متعدية إلى الخلق، وتسمى هذه الأفعال أفعال الربوبية). [1]
والفرق بين أفعال الله وصفاته أنَّ الأفعال مشتملة على صفة وعلى زمن؛ لأنَّ الفعل يشتمل على حدث وعلى زمن، والحدث هذا وصف، ولما كان كذلك كان الفعل المضاف إلى الله تعالى لا يدلّ على الصفة التي اشتمل عليها هذا الفعل بإطلاق، بل قد يوصف الله تعالى بها وقد لا يوصف؛ لأنّ باب الأفعال أوسع من باب الصفات. [2]
ورد في الكتاب والسنة إضافة (الاسم) الى الله سبحانه وتعالى.
قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد:-
- (فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ) (الانعام/118) .
- (وَلاَ تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ) (سورة الأنعام/121) .
- (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (سورة النمل/30) .
(1) الجواب المفيد لمن سأل عن مصطلحات التوحيد، في باب الأسماء والصفات عند أهل السنة والجماعة/ أكرم غانم إسماعيل تكاي، الإصدار الأول، الموصل - العراق، ذو الحجة - 1435ھ، نسخة الكترونية:
(2) قلت: مثاله: (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ) (الفرقان/59) ، فاستواء الله تعالى صفة أخذناها من فعل استوى؛ لأنَّ استوى مشتمل على حدث وهو الاستواء (الصفة) ، ومشتمل على زمن وهو الماضي، ويُثبَتْ الاستواء هنا صفة لله تعالى كما يليق بجلاله وبعظمته لأنه متضمن كمالا، فيقال من صفات الله الاستواء على العرش.
مثال الثاني: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ) (الأنفال/30) ، (يَمْكُرُ اللَّهُ) هذا فعل مضارع مشتمل على حدث على صفة وهو المكر؛ يعني على مصدر وهو المكر، ومشتمل على زمن وهو المضارع؛ لكن لا يقال هذا الفعل يدلّ على إثبات صفة المكر؛ لأنّ صفة المكر ليست دائما صفة كمال، فلهذا قال أئمة أهل السنة رحمهم الله تعالى: إنَّ باب الأفعال أوسع من باب الصفات؛ فقد يضاف الفعل إلى الحق تعالى ولا تُثْبَتُ الصفة التي تضمنها هذا الفعل، كما أنَّ باب الصفات أوسع من باب الأسماء؛ فقد تطلق الصفة على الله تعالى ولا يطلق الاسم. من مثل الاستواء والمستوي، ومن مثل المكر بحق والماكر وأشباه ذلك.