شرط مسلم وهو مذهب جمهور الفقهاء وأكثر أصحاب الحديث وهو الحق الذي لا ريب فيه ومن شاء التوسع في هذا البحث فليراجع (فتاوى شيخ الإسلام) ففيها مقنع لكل عاقل منصف). [1]
في البسملة فوائد لا يجوز الجهل بها ومنها:
1/ اعلم أن البسملة آية من سورة الحمد وآية من أوائل كل سورة عند الشافعي، وليست آية في كل ذلك عند مالك، وعند أبي حنيفة وأحمد بن حنبل هي آية من أول الفاتحة وليست آية في غير ذلك، والاحتجاج لذلك مبسوط في كتب الفقه والتفسير فارجع إليها. [2]
2/ لم يوصف بالرحمن في العربية بالألف واللام إلا الله تعالى، وقد نعتت العرب مسيلمة الكذاب به مضافا فقالوا: رحمان اليمامة.
قال شاعر منهم يمدح مسيلمة:
سموت بالمجد يا ابن الأكرمين أبا *** وأنت غيث الورى لا زلت رحمانا
3/ تكتب بسم الله بغير ألف في البسملة خاصة استغناء عنها بباء الاستعانة، بخلاف قوله تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق) (العلق/1) .
4/ يقال لمن قال: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) : مبسمل وهو ضرب من النحت اللغوي وقد ورد ذلك في شعر لعمر بن أبي ربيعة:
لقد بسملت ليلى غداة لقيتها ... *** فيا حبذا ذاك الحبيب المبسمل
(1) تمام المنة في التعليق على فقه السنة/ أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني (المتوفى 1420 هـ) ،الناشر دار الراية، الطبعة الخامسة، ص 169.
(2) قلت: اختلف العلماء في البسملة؛ هل هي آية من كل سورة افتتحت بها؟ أو هي آية مستقلة أنزلت للفصل بها بين السور وللتبرك بالابتداء بها؟ والمختار: القول الثاني. واتفقوا على أنها جزء آية من سورة النمل، وعلى تركها في أول سورة براءة؛ لأنها جعلت هي والأنفال كسورة واحدة.