الصفحة 50 من 57

وقد تكون الصفة ذاتية وفعلية باعتبارين، كالكلام؛ فإنه باعتبار أصله صفة ذاتية؛ لأن الله لم يزل ولا يزال متكلماً، وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية؛ لأن الكلام يتعلق بمشيئته، يتكلم متى شاء بما شاء، وكل صفة تعلقت بمشيئته تعالى فإنها تابعة لحكمته، وقد تكون الحكمة معلومة لنا، وقد نعجز عن إدراكها، لكننا نعلم علم اليقين أنه سبحانه لا يشاء إلا وهو موافق لحكمته، كما يشير إليه قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً) (الإنسان/30) . [1]

ثبت في الكتاب والسنة اسم الله تعالى: العلي.

قال سبحانه وتعالى:

(اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (البقرة /255) .

(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (الحج /62) .

(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (لقمان/30) .

(لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (الشورى/4) .

ومن السنة النبوية:

(إذا قضى الله تعالى الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خُضعانا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فُزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال الحق وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترقو السمع، ومسترقو السمع هكذا واحد فوق آخر، فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيُحرقه، وربما لم يدركه، حتى يرمي بها إلى الذي يليه، إلى الذي هو أسفلُ منه حتى يُلقوها إلى الأرض، فتُلقى على فم الساحر، فيكذب معها مئة كذبة فيصدُقُ، فيقولون: ألم تخبرنا يوم كذا وكذا: يكون كذا وكذا، فوجدناهُ حقا للكلمة التي سُمعت من السماء) .

تحقيق الشيخ الالباني: (صحيح) ، رواه البخاري في صحيحه والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة، وانظر صحيح الجامع الصغير وزيادته/734 والسلسلة الصحيحة/ 1293.

(1) توحيد الأسماء والصفات / الشيخ محمد إبراهيم الحمد، ص 25 - 26، بدون ناشر.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام