والحديث: (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بـ(بسم الله الرحمن الرحيم) فهو أبتر). رواه الخطيب، والحافظ عبد القادر الرهاوي، قال الشيخ الألباني في إرواء الغليل/1: ضعيف جدا.
والابتداء على ثلاثة أنواع:
(حقيقي وهو الذي لم يذكر قبله شيء، وإضافي وهو الذي ذكر قبله شيء ولكنه قبل الخطبة، وعرفي وهو الذي قبل المقصود، فالابتداء بالبسملة: حقيقي إضافي عرفي، والابتداء بالحمدلة: إضافي عرفي لا حقيقي، والابتداء بالخطبة: عرفي لا إضافي ولا حقيقي لأنه في العرف يطلق عليها أنها مبدوء بها لأنها قبل المقصود والغاية) . [1]
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (وقد استقر عمل الأئمة المصنفين على افتتاح كتب العلم بالبسملة، وكذا معظم الكتب والرسائل) . [2]
(بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ) هذه الجملة مؤلفة من خمس كلمات في النطق: الباء، وكلمة اسم، واسم الجلالة (الله) ، والرحمن، والرحيم، هذه خمسة، وثَمَّ كلمة سادسة وهي مقدرة.
(وإعراب البسملة ومعناها تكلم فيه الناس كثيراً، وفي متعلقها، وأحسن ما يقال في ذلك: أنها متعلقة بفعل محذوف متأخر مناسب للمقام، فإذا قدمتها بين يدي الأكل، يكون التقدير: بسم الله آكل، وبين يدي القراءة يكون التقدير: بسم الله اقرأ. نقدره فعلاً، لأن الأصل في العمل الأفعال لا الأسماء، ولهذا كانت الأفعال تعمل بلا شرط، والأسماء لا تعمل إلا بشرط، لأن العمل أصل في الأفعال تعمل بلا شرط، والأسماء، ولهذا كانت الأفعال تعمل بلا شرط، والأسماء لا تعمل إلا بشرط، لأن العمل أصل في الأفعال، فرع في الأسماء. ونقدره متأخراً لفائدتين:
الأولى: الحصر، لأن تقديم المعمول يفيد الحصر، فيكون: باسم الله أقرأ، بمنزلة: لا أقرأ إلاّ باسم الله.
الثانية: تيمناً بالبداءة باسم الله سبحانه وتعالى.
(1) فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد/ الشيخ حامد بن محمد بن حسين بن محسن، تحقيق الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد، الناشر دار المؤيد، الطبعة الأولى 1417 هـ /1996 م، ص 24.
(2) فتح الباري شرح صحيح البخاري/ الحافظ أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه الاستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، قام بإخراجه وصححه وأشرف على طبعه الشيخ محب الدين الخطيب، علق عليه العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الناشر دار المعرفة - بيروت، 1379، 1/ 9.