الصفحة 54 من 57

(هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(4) .

وفي السنة النبوية:

1/ حديث قتادة بن النعمان سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

(لما فرغ الله من خلقه استوى على عرشه) . [1]

2/ عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخذ بيدي فقال: (يا أبا هريرة إن الله خلق السموات والأرضين وما بينهما في ستة أيام، ثم استوى على العرش يوم السابع، وخلق التربة يوم السبت، والجبال يوم الأحد، والشجر يوم الإثنين، والشر يوم الثلاثاء، والنور يوم الأربعاء والدواب يوم الخميس، وآدم يوم الجمعة في آخر ساعة من النهار بعد العصر، خلقه من أديم الأرض بأحمرها وأسودها وطيبها وخبيثها، من أجل ذلك جعل الله من آدم الطيب والخبيث) . [2]

(1) قال الذهبي في العلو رواته ثقات، رواه أبو بكر الخلال في كتاب السنة له. وذكر ابن القيم في الجيوش الإسلامية/ص 34 أن إسناده صحيح على شرط البخاري.

(2) . الأخضر وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم يُكتب حديثه وليَّنه الأزدي، وحديثه في السنن الأربعة، وهذا الحديث غريب من أفراده.

(قال الإمام بعد أن رجَّح أن الأخضر صدوق) . وبقية رجال الإسناد ثقات كلهم، فالحديث جيد الإسناد على أنه لم يتفرد بذكر خلق التربة يوم السبت، وغيرها في بقية الأيام السبعة، فقد أخرجه مسلم وغيره من طريق أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا، وقد خرجته في الصحيحة/ رقم (1833) وقد توهم بعضهم أنه مخالف للآية المذكورة في أول الحديث، وهي في أول سورة السجدة، وليس كذلك كما كنت بينته فيما علَّقته على المشكاة/5735، وخلاصة ذلك أن الأيام السبعة في الحديث هي غير الأيام الستة في القرآن، وأن الحديث يتحدث عن شيء من التفصيل الذي أجراه الله على الأرض، فهو يزيد على القرآن، ولا يخالفه، وكان هذا الجمع قبل أن أقف على حديث الأخضر، فإذا هو صريح فيما كنت ذهبت إليه من الجمع. فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات). وانظر: مختصر العلو (ص 111 - 112) للشيخ الالباني رحمه الله تعالى

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام