الباب الثامن والعشرون
وخلاصته: بيان حكم التنجيم , وأنه على نوعين:
1.علم تأثير: وحكمه شرك.
2.علم تسيير: وحكمه الجواز.
المسائل المتعلقة بالباب:
أولاً: تعريف التنجيم:
لغة: مأخوذ من النجم.
شرعاً: الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية [1] [2] .
ثانياً: أقسام علم التنجيم:
1.علم التأثير: وهو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية.
والمعنى: أن ينظر في النجوم ثم يستدل بها على أحوال الأرض , من حدوث مصائب , كزلازل , وحروب , ونحوها، أو سعود , كأمطار , وأرزاق , ونحوها.
وهذا النوع من حيث الحكم ينقسم إلى أقسام:
أ. أن يعتقد أن النجم بذاته يخلق الأحداث، فحكمه شرك أكبر في الربوبية، لأنه أثبت خالقاً مع الله.
ب. أن يستدل بحركات النجوم على الأمور المستقبلية، وحكمه شرك أكبر , لأن فيه ادعاء لعلم الغيب.
ج. أن ينسب لها الحوادث بعد وقوعها، على أنها سبب , والله الفاعل، كنسبة نزول المطر بعد نزوله إلى النجم الفلاني.
وحكمه: شرك أصغر، لأنه من باب إثبات أسباب لم يثبتها الشرع [3] .
-وعلم التنجيم من العلوم القديمة في الحضارات السابقة للإسلام , كالبابليين , والهنود , واليونانيين , فأرسطو اعتبر التنجيم واحداً من فروع العلوم الطبيعية , ونظر إلى الكواكب على أنها عقول , وأن لكل منها نفساً , وفلكاً تحركه بعامل الحب التي تستمده من العقل , وأعطى صفات للكواكب تنعكس على الكائنات الحية , والوجود بأكمله , إذ نسب الملك لزُحل , والوزارة للقمر , والعدل للمشتري , والجور للمريخ , والزينة والجمال للزهرة , والتقدير لعطارد.
تنبيه: وأما تأثير بعض الكواكب تأثيراً حقيقياً ملحوظاً فلا يدخل في التحريم , كتأثير القمر في المد والجزر , وتأثيره على جسم الإنسان , والحيوان , وتأثيره في الغرس , ونحو ذلك , وأثر الشمس في المطر , والزروع , وغير ذلك , كما ذكر ذلك ابن القيم في كتابه (مفتاح دار السعادة) .
(1) هذا التعريف لابن تيمية , واشتهر بعده، وإن كان هذا التعريف خاص بعلم التأثير.
(2) أخذوا ذلك من اليونان والفرس.
(3) تنبيه: الفرق بين القسم الثاني , والثالث، أن الثاني فيه ادعاء للغيب، أما الثالث فليس فيه ذلك، وإنما هو من باب الأسباب، فالثاني قبل الحدث، والثالث بعده.