فهرس الكتاب
الصفحة 122 من 254

17 -بَابُ قَوْلِ اَللَّهِ تَعَالَى:{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}.

الباب السابع عشر

وخلاصته: بيان أن مفاتيح القلوب بيد الله تعالى، وأنه لا أحد من الخلق يستطيع هداية غيره هداية التوفيق، أو يصرف عنه ذلك مهما كان، فالنبي - سيد ولد آدم , ومع ذلك لم يستطع هداية عمه , مع حرصه على ذلك، لحكمة يريدها الله عز وجل. قال تعالى للنبي - (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء) .

ولعل إيراد المصنف لهذا الباب هنا ليبين أنه مع وضوح الحق , وبيان دلائله فإن بعض الناس لا يوفق لسلوكه، إما لجهله , وإما لعناده.

ومناسبته أنه بعد أن بين في الأبواب السابقة بطلان جميع ما يتعلق به المشركون في شركهم، بين أنه مع وضوح ذلك قد يبقى قوم على ضلالهم حكمة من الله تعالى [1] .

وأكثر الشراح على أنه باب آخر في بيان ضعف المخلوقين , وقطع متعلق من يتوجه لغير الله من الصالحين , وأنهم لا يملكون هداية أحد , بل هم مربوبون , ومحتاجون إلى هداية الله , وإلى مغفرة الله , وإلى رضوان الله.

قال تعالى في بيانه لعجز من دُعي من دونه (قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يَهِدِّي إلا أن يُهدى فما لكم كيف تحكمون) .

قال في تيسير العزيز الحميد: أراد المصنف رحمه الله الرد على عباد القبور الذين يعتقدون في الأنبياء والصالحين أنهم ينفعون ويضرون، فيسألونهم مغفرة الذنوب، وتفريج الكروب، وهداية القلوب، وغير ذلك من أنواع المطالب الدنيوية والأخروية، ويعتقدون أن لهم التصرف بعد الموت على سبيل الكرامة.

وقد وقفت على رسالة لرجل منهم في ذلك، ويحتجون على ذلك بقوله (لهم ما يشاءون عند ربهم) أ. هـ

المسائل المتعلقة بالباب:

أنواع الهداية:

1.هداية توفيق وإلهام: وهي خلق الهدى في قلب الضال. وهذه لله وحده , لا يملكها غيره، وهي المرادة بقوله تعالى (إنك لا تهدي من أحببت) .

قال الشيخ محمد حامد الفقي: فمن ادعاها من مشائخ الطرق الصوفية ونحوهم , وزعم أنه يدخل قلوب مريديه وتلاميذه , ويعلم ما فيها , ويصرفها على ما يريد , فهو كاذب ضال مضل , ومن صدق ذلك فهو ضال مكذب لله ولرسوله.

(1) ولهذا أردف هذا الباب بباب الغلو الذي هو من أسباب رد الحق. وأيضاً حتى لا يكون هناك تكرار , لأن المصنف بين ضعف المخلوقين , وأنهم لا يستحقون التوجه إليهم , والطلب منهم في الأبواب السابقة , والله أعلم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام