فهرس الكتاب
الصفحة 198 من 254

الباب السابع والعشرون

وخلاصته: في هذا الباب جمع المصنف عدة أمور تتعلق بالتطير , وهي:

1.حقيقة التطير. ... 2. حكم التطير.

3.بعض صور التطير. 4. ضابط التطير.

5.علاج من وقع في الطيرة.

وفقه هذا الباب راجع إلى ربط القلوب بالله , وتخليصها من التعلقات الباطلة.

المسائل المتعلقة بالباب:

أولاً: تعريف التطير:

لغة: مصدر تطير يتطير تطيراً، والطيرة أيضاً - بكسر الطاء , وفتح الياء , وقد تسكن- مصدر تطير.

وأصل التطير: محاولة معرفة الخير , والشر بدلالة الطير [1] .

شرعاً: التشاؤم بمسموع , أو مرئي , أو معلوم (كالأسماء , والألفاظ، والأزمان، والبقاع) [2] .

قال ابن عبد البر: أصل التطير واشتقاقه عند أهل العلم باللغة , والسير , والأخبار هو مأخوذ من زجر الطير , ومروره سانحاً , أو بارحاً , منه اشتقوا التطير , ثم استعملوا ذلك في كل شيء من الحيوان , وغير الحيوان , فتطيروا من الأعور , والأعضب , والأبتر ...

وقال ابن القيم: كانوا يزجرون الطير والوحش , ويثيرونها , فما تيامن منها , وأخذت ذات اليمين سموه سانحاً , وما تياسر منها سموه بارحاً , وما استقبلهم منها فهو الناطح , وما جاءهم من الخلف فهو القعيد , فمن العرب من يتشاءم بالبارح , ويتبرك بالسانح , ومنهم من يرى خلاف ذلك.

ومن صور التطير المعاصر: التشاؤم , أو التفاؤل ببعض الأرقام , كالرقم (7) يتفاءلون به , والرقم (13) [3] يتشاءمون به. ومنه التفاؤل , أو التشاؤم ببعض الألوان.

(1) وهي التي كانت معروفة عند العرب بالسوانح , والبوارح من الطير والظباء وغيرهما , وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم.

قال المدائني: سألت رؤبة بن العجاج: ما السانح؟ قال: ما ولاك ميامنه. قلت: فما البارح؟ قال: ما ولاك مياسره. قال: والذي يجيء من أمامك فهو الناطح والنطيح , والذي يجيء من خلفك هو القاعد والقعيد.

ومن العرب من يتشاءم بالبارح , ويتبرك بالسانح , وبالعكس.

وهناك من العرب من ينكر هذه الاعتقادات , كما قال بعضهم:

وما أنا ممن يزجر الطير همه ... أطار غراب أم تعرض ثعلب

ولا السانحات البارحات عشية ... أمر سليم القرن أم مر أعضب

(2) وهنا نلاحظ أن التعريف الشرعي أوسع من التعريف اللغوي , وهذا نادراً ما يحصل كما في تعريف الإيمان , وتعريف الرضاع , فالرضاع لغة: مص الثدي. وشرعاً: مص الثدي , أو شرب اللبن الخارج منه.

(3) وذُكر لي أن بعض الفنادق الدولية ذات الطوابق الكثيرة لا تكتب الدور (13) بل (12) والذي يليه (14) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام