فهرس الكتاب
الصفحة 831 من 984

كُلَّهَا؛ لِأَنَّ الْأَسْمَاءَ هِيَ أَلْفَاظٌ، ولايكون لَفْظٌ إِلَّا مِنْ لَافِظٍ، إِلَّا أَنَّ مِنْ مَعَانِيهَا مَا هِيَ قَدِيمَةٌ وَمِنْهَا حَدِيثَةٌ.

وَقَدْ فَسَّرْنَا لِلْمُعَارِضِ تَفْسِيرَ أَسْمَاءِ اللَّهِ فِي صَدْرِ كِتَابِنَا هَذَا1، وَاحْتَجَجْنَا عَلَيْهِ بِمَا تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَلَمْ نُحِبَّ2 إِعَادَتَهَا هَاهُنَا ليطول بِهِ3 الْكتاب، غيرأن قَوْلَهُ: هِيَ"لَفْظُ اللَّافِظِ"4 يَعْنِي أَنَّهُ مِنَ ابْتِدَاعِ الْمَخْلُوقِينَ بِأَلْفَاظِهِمْ؛ لِأَنَّ اللَّهَ5 لَا يَلْفِظُ بِشَيْءٍ فِي دَعْوَاكَ6، وَلَكِنْ وَصْفَهُ بِهَا الْمَخْلُوقُونَ7، فَكُلَّمَا حَدَثَ لِلَّهِ فِعْلٌ فِي دَعْوَاهُ أَعَارَهُ الْعِبَادُ اسْمَ ذَلِكَ الْفِعْلِ، يَعْنِي أَنَّهُ لَمَّا خَلَقَ سَمَّوْهُ خَالِقًا، وَحِينَ رَزَقَ سَمَّوْهُ رَازِقًا، وَحِينَ خَلَقَ الْخَلْقَ فَمَلَكَهُمْ سَمَّوْهُ مَالِكًا، وَحِينَ فَعَلَ الشَّيْءَ سَمَّوْهُ فَعَّالًا.

وَلِذَلِكَ8 قَالُوا: مِنْهَا حَدِيثَةٌ وَمِنْهَا قَدِيمَةٌ، فَأَمَّا قَبْلَ الْخَلْقِ فَبِزَعْمِهِمْ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ تَعَالَى9 اسْمٌ10، وَكَانَ كَالشَّيْءِ الْمَجْهُولِ الَّذِي لَا يُعْرَفُ وَلَا

1 انْظُر:"بَابُ الْإِيمَانِ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ وَأَنَّهَا غير مخلوقة"ص158"."

2 فِي ط، ش"ليطول بهَا".

3 فِي ط، ش"ليطول بهَا".

4 فِي س"لَفْظَة اللافظ".

5 فِي ط، س، ش"لِأَن الله تَعَالَى".

6 فِي ط، س، ش"فِي دَعْوَاهُ".

7 فِي الأَصْل"المخلوقين"وَصَوَابه الرّفْع.

8 فِي ط، س، ش"وَكَذَلِكَ".

9 لَفْظَة"تَعَالَى"لَيست فِي ط، س، ش.

10 فِي س"اسْما"وَصَوَابه الرّفْع، وَفِي ط، ش"أَسمَاء".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام