وَفِي هَذِهِ الْأَبْوَابِ رِوَايَاتٌ كَثِيرَةٌ أَكْثَرُ مِمَّا ذَكَرْنَا. لَمْ نَأْتِ بِهَا مَخَافَةَ التَّطْوِيلِ، وَفِيمَا ذَكَرْنَا مِنْهَا1 دِلَالَةٌ ظَاهِرَةٌ عَلَى مَا دَلَّسَ هَذَا الْمُعَارِضُ عَنْ زُعَمَائِهِ الَّذِينَ كَنَى عَنْهُمْ مِنَ الْكَلَامِ الْمُمَوَّهِ2 الْمُغَطَّى3، وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ يَسْتَخْفِي عَلَى مَنْ لَا4 يَفْطَنُ لِمَعْنَاهُ وَلَا يَدْرِي5، وَنَحْنُ نَكْتَفِي مِنْهُ بِالْيَسِيرِ الْأَدْنَى؛ حَتَّى تَقَعَ6 عَلَى7 الْفَرْحَةِ الْكُبْرَى، فَلَمْ يَزَلْ هَذَا الْمُعَارِضُ يُلَجْلِجُ بِأَمْرِ الْقُرْآنِ فِي صَدْرِهِ حَتَّى كَشَفَ عَنْ رَأْسِهِ الْغِطَاءَ، وَطَرَحَ8 جِلْبَابَ الْحَيَاءِ، فَصَرَّحَ وَأَفْصَحَ بِأَنَّهُ مَخْلُوقٌ، وَأَنَّ من قَالَ: غير
= ص"192-193"عَن سُلَيْمَان بن حَرْب بِهَذَا السَّنَد، قَالَ زيد بن أسلم: لَا أعلمهُ إِلَّا عَن عَطاء بن يسَار.
وَأوردهُ الهيثمي فِي الْمجمع 219/4-220 وَقَالَ: رَوَاهُ كُله أَحْمد، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ بِنَحْوِهِ وَزَاد فِي رِوَايَة:"وأوصيك بالتسبيح فَإِنَّهَا عبَادَة الْخلق، وبالتكبير". وَرَوَاهُ الْبَزَّار من حَدِيث ابْن عمر.
وَأخرجه ابْن كثير فِي الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة/ ط. الولى 119/1 بِمثل مَا ذكره أَحْمد، وَقَالَ: وَهَذَا إِسْنَاد صَحِيح وَلم يخرجوه.
1 فِي س"فِيهَا".
2 من التمويه، تقدم مَعْنَاهُ ص"535".
3 فِي س"المغطا".
4 فِي ط، س، ش"حَتَّى لَا يفْطن لمعناه".
5 فِي ط، س، ش"وَلَا يدْرِي"بِالْألف الْمَقْصُورَة.
6 لم تعجم هَذِه الْكَلِمَة فِي الأَصْل، وَفِي ط، س، ش"حَتَّى تقع".
7 حرف"على"لَيْسَ فِي ط، س، ش.
8 فِي س"فَطرح".