* يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن وهو يتكلم عن أمثال هؤلاء:"خاضوا في غمرات الافتتان واطمأنت قلوبهم إلى أهل الظلم والعدوان، وأكثروا التردد عليهم والمسير إليهم طوعاً واختياراً وتعرضوا لما في أيديهم من حطام الدنيا سراً وجهاراً، فأين القلب المطمئن بالإيمان إذا كان مدعيه يجري مع الهوى في كل ميدان، فما أشبه حال هذا وأمثاله بالضرب الذين ذكرهم العلامة ابن القيم رحمه الله وهم الذين لهم أوفر نصيب من قوله تعالى: { ولا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم } [آل عمران: 188] ، يفرحون بما أتوا من البدعة والضلالة، ويحبون أن يحمدوا باتباع السنة والإخلاص، وهذا يكثر فيمن انحرف من المنتسبين إلى العلم والعبادة عن الصراط المستقيم"اهـ الدرر - جزء الجهاد ص127.
* وها هنا مسألة قد يرد فيها إشكال على البعض، وهي كيفية الجمع بين عيبه - صلى الله عليه وسلم - آلهتهم ودينهم كما في هذا الحديث وغيره، وبين قوله تعالى: { ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم } [الأنعام: 108] ، فنقول وبالله التوفيق: أن كل ما ذكرناه مما تقدم في تفصيل ملة إبراهيم من عيب الآلهة الباطلة وتسفيهها والحطّ من قدرها وإن سمّاه البعض سباً.. فإنه ليس سباً مجرداً وإنما أصل المقصود به بيان التوحيد للناس وذلك..