فهرس الكتاب
الصفحة 69 من 112

يقول ربي الله؟". ثم انصرفوا عنه فإن ذلك لأشد ما رأيت قريشاً بلغت منه قط"اهـ. (7036 من المسند تحقيق أحمد شاكر وقال: إسناده صحيح) وهو كما قال. وفي رواية أخرى في المسند أيضاً (2/204) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في المرة الثانية في صلاة عند الكعبة، إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب النبي - صلى الله عليه وسلم - ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه به خنقاً شديداً، فأقبل أبو بكر رضي الله عنه فأخذ بمنكبه ودفعه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال:"أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم".

فتأمّل حال النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي وصفته الملائكة كما في صحيح البخاري:"أنه - صلى الله عليه وسلم - فرّق بين الناس"تأمل حاله هذه مع كفار زمانه وكيف أنها عداوة ظاهرة لكل من عادى الدين، وافتراق طريق، وبراءة واضحة.. وليس كأوضاع أهل زماننا الشاذة من ركون أهل الدين لأهل الباطل.. داهنوهم وجاملوهم بل وآزروهم وناصروهم ولم تعد القضية قضية عداوة ولا براءة، بل تعاون وتكاتف لصالح الوطن والمجتمع وجلسوا في أحضانهم ورضعوا من ألبانهم.. فالله المستعان.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام