* واستثناؤنا هذا غير نابع من الهوى والتكتيكات العقلية بل من النصوص الشرعية النقلية الكثيرة.. والمتأمل لسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - في عهد الاستضعاف يتجلى له ذلك واضحاً.. وانظر على سبيل المثال لا الحصر.. قصة إسلام عمرو بن عبسة السلمي في صحيح مسلم ومحل الشاهد منها قوله، قلت:"إني متبعك". قال:"إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا ألا ترى حالي وحال الناس ولكن ارجع إلى أهلك فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني.. الحديث"قال النووي:"معناه قلت له إني متبعك على إظهار الإسلام هنا وإقامتي معك. فقال: لا تستطيع ذلك لضعف شوكة المسلمين ونخاف عليك من أذى كفار قريش ولكن قد حصل أجرك فابق على إسلامك وارجع إلى قومك واستمر على الإسلام في موضعك حتى تعلمني ظهرت فأتني..."أهـ. فهذا واحد قد أذن له النبي - صلى الله عليه وسلم - في عدم إعلان وإظهار الدين.. لأن دين الله ودعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت مشتهرة معروفة ظاهرة في ذلك الوقت ويدلك على ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث نفسه:"ألا ترى حالي وحال الناس".