فهرس الكتاب
الصفحة 7 من 123

القُدُّوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يُشركون. هو الله الخالق البارئ المُصوِّر له الأسماء الحسنى يُسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم [1] ، وهذا الإيمان بما أثبته الله تعالى لنفسه العلية من أسماء فيه ردٌ على الملاحدة الذين يجحدون أسماء الله تعالى فينكرون أنه الخالق وأنه الملك وأنه الحكيم، وقد أمرنا تعالى أن ندعوه بأسمائه الحسنى ونهجر الزنادقة الملحدين المكذبين بها فقال سبحانه وتعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يُلحدون في أسمائه سيُجزون ما كانوا يعملون} [2] .

قوله (والصفات العُلى) : صفة الشيء حليته ونعته، والعُلو: الرفعة، وصفات الله تعالى كلها نعوت جلالٍ وكمالٍ كما يليق بذاته القدسية، وقد أخبرنا الله تعالى كيف وصفه نبيه موسى عليه السلام لفرعون: {قال فمن ربكما يا موسى. قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} [3] ، فوصف الله تعالى بالخلق والهداية، وهما صفتا كمال لا تليقان بغير الله عز وجل، ولا تنسبان على الكمال - أعني الخلق بمعنى الإيجاد من عدم، والهداية التي هي هداية التوفيق - إلا لذاته العلية.

والآيات من سورة طه تدل على إثبات صفتي الاستواء على العرش والعلم لله سبحانه وتعالى، وهما صفتا كمالٍ تليقان بالله تعالى كما وصف بهما نفسه العليَّة منزهاً عن أي نقص أو مشابهةٍ للمخلوقين.

وقوله (موصوفٌ بما وصف به نفسه في كتابه العظيم وعلى لسان نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم) أي: أن أسماء الله وصفاته توقيفية، أي متوقفة على خبر الوحي. فطريق العلم بأسماء الله وصفاته هو الخبر الوارد في القرآن الكريم أو السنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(1) الحشر -22 - 24

(2) الأعراف - 180

(3) طه - 49 - 50

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام