ومستكثر، وآل الأمر بكثير منهم إلى الردة والخروج من دين الإسلام بالكلية فلا حول ولا قوة إلا بالله ... إلى آخر كلامه رحمه الله [1]
تنبيه: ذكر الله تعالى في الآيات السابقة أن هؤلاء الكفار الذين يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت يقولون في تأويلهم ما يريدون من الكفر (إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا) ، وهذه الدعوى قديمة حديثة، وليس هناك ممن يدعون الإسلام من يتجرأ على مخالفة دين الله عز وجل في الحكم والتشريع من غير تأويل إلا نادرا، وهؤلاء المتحاكمون إلى القوانين الوضعية والحاكمون بها يقولون: نحن لم نقصد مخالفة أحكام الإسلام، ولم نقل بألسنتنا إن حكم القرآن ليس صالحا، وإنما نريد الإحسان والتوفيق، نريد أن نوفق بين الإسلام وبين متطلبات الحياة الحديثة فنتحاكم إلى هذه القوانين، ومن العجب أن كل من يكتب في تنحية شرع الله يسمون في اصطلاح المفكرين الغربيين والمستشرقين وأذنابهم: المصلحين، فيسمون عبدالرحمن الكواكبي وجمال الدين الأفغاني وأمثالهم من المبدلين بالمصلحين، حتى إنهم ليقولون عن كمال أتاتورك: من قادة الإصلاح ويسمون حركته الكفرية بالحركة الإصلاحية.
(1) الإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين للشيخ حمود التويجري/28.