عمل القلب، وقد بيَنا وجها من ضلال هؤلاء وبطلان مذهبهم في المسألة الخامسة من بحثنا المتعلق بمسائل الإيمان، وسنبين إن شاء الله تعالى تفصيل شبهاتهم في باب الحكم والتشريع والرد عليها في بحث مستقل يلي هذا البحث إن شاء الله تعالى.
وقد يكون بعض هؤلاء قد دخلت عليهم شبهة المرجئة القائلين بصحة الإيمان بالإقرار بالشهادتين دون اعتبار لانتفاء نواقضها، وكلا الفريقين - من قال بقول الجهمية ومن قال بقول المرجئة - قد قال باطلا وأخطأ فيما ذهب إليه، وقد بينا بطلان مذهب المرجئة ومدى مخالفته لمذهب أهل السنة والجماعة في المسألة الأولى من بحثنا المتعلق بمسائل الإيمان.
وليت الأمر قد وقف عند هذا الحد فقط، بل ذهب هؤلاء مذهبا بعيدا وذلك بنسبة مخالفيهم - الذين يكفرون الطواغيت الحاكمين بغير ما أنزل الله والمبدلين لشريعة الله تعالى ويجاهونهم - إلى مذهب الخوارج الذين يكفرون أهل الإسلام بالمعصية غير المكفرة، وهذا ظلم وجهل منهم، وسنبين إن شاء الله تعالى بالأدلة الشرعية أن الإجماع حاصل على ما أنكروه ونقموه من تكفير من لم يحكم بما أنزل الله، أو حكم بغير الشريعة، أو بدل أحكام الله تعالى وألزم الناس بقوانين وضعية مخالفة لدين الله تعالى.