سلسلة منهاج المسلم - (115)


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة..

أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب (منهاج المسلم)، والكتاب حاو للإسلام بكامله، عقيدة وآداباً وأخلاقاً وعبادات وأحكام شرعية.

قال: [المادة الخامسة: في] بيان [فضل البر] وهو الخير [والإحسان في رمضان: لفضل رمضان، قد فضل كل ما يقع فيه من أفعال الخير وأضرب البر والإحسان] أي: لأجل كون رمضان فاضلاً فضل كل ما يقع فيه من أنواع البر والخير والإحسان [ومن ذلك:]

أولاً: الصدقة

[ أولاً: الصدقة ] وهي في رمضان أفضل من الصدقة في غير رمضان [ إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أفضل الصدقة صدقة في رمضان ) ] والحديث صحيح رواه مسلم [وقال صلى الله عليه وسلم: ( من فطَّر صائماً كان له مثل أجر الصائم) ] أي: أجر ذاك الصوم [ (من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئاً ) ]أي: ولا حسنة واحدة، وهذا من فضل الله، ولهذا عندنا أحد الصالحين إذا خرج من المسجد كان يأخذ يومياً سبعة أشخاص أو ثمانية يفطرهم [ وقال صلى الله عليه وسلم: ( من فطر صائماً على طعام أو شراب من حلال ) ] لا من حرام، تفطره أو تسقيه شراباً حلالاً، فالجزاء [ ( صلت عليه الملائكة في ساعات شهر رمضان ) ] الملائكة طيلة رمضان تصلي عليه [ ( وصلى عليه جبريل ليلة القدر ) ] فضل عظيم، فاز به المؤهلون لذلك [وكان صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير] حقاً والله! [وكان أجود ما يكون في رمضان] طوال العام كان أجود الناس، لكن أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، إذ كان جبريل يقرأ القرآن مع رسول الله في رمضان ليثبت قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم.

ثانياً: قيام الليل

[ثانياً: قيام الليل] أي: قيام ليالي رمضان [إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً ) ] أي: صلى في الليل، إيماناً بالله، واحتساباً الأجر على الله، لا رياء ولا سمعة، فالجزاء [ ( غفر له ما تقدم من ذنبه ) ] أي: ولو كانت الذنوب كالجبال، على شرط أن يكون عازماً على التوبة منفذاً لها، أما العازم على الإثم والكبائر فلا يغفر له إلا الصغائر فقط [ وكان صلى الله عليه وسلم يحيي ليالي رمضان] أي: لا ينام فيها [وإذا كان العشر الأواخر أيقظ أهله ] أي: زوجاته للصلاة [و] أيقظ [كل صغير وكبير يطيق الصلاة] ويقدر عليها.

ثالثاً: تلاوة القرآن الكريم

[ثانياً: تلاوة القرآن الكريم] قراءة القرآن الكريم[إذ كان صلى الله عليه وسلم يكثر من تلاوة القرآن الكريم في رمضان، وكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن في رمضان] في بيان معانيه، وحسن قراءته، وترتيله، وجبريل ملك الوحي، والرسول بين الله وبين رسوله [ وكان صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة في قيام رمضان أكثر مما يطيل في غيره، فقد صلى معه حذيفة ليلة فقرأ بالبقرة ثم آل عمران ثم النساء، لا يمر بآية تخويف إلا وقف عندها يسأل] الله عز وجل أن ينجيه من هذا العذاب [فما صلى ركعتين حتى جاء بلال فآذنه بالصلاة ] كما ورد في الصحيح، فالنبي صلى الله عليه وسلم صلى بالبقرة وآل عمران والنساء في ركعتين [وقال صلى الله عليه وسلم: ( الصيام والقيام يشفعان للعبد يوم القيامة ) ] والأمة كالعبد [ ( يقول الصوم: رب! ] أي: يا رب! [ منعته الطعام والشراب بالنهار، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعنا به )].

رابعاً: الاعتكاف

[ رابعاً: الاعتكاف: وهو ملازمة المسجد] الذي تصلى فيه الجمعة [للعبادة تقرباً إلى الله عز وجل ] أما المسجد الذي لا تصلى فيه الجمعة لا يعتكف فيه؛ لأنه يضطر إلى الخروج إلى الجمعة [فقد اعتكف صلى الله عليه وسلم ولم يزل يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى كما ورد في الصحيح. وقال عليه الصلاة والسلام: ( المسجد بيت كل تقي ) ] أيها الأتقياء! المساجد بيوتكم، فصلوا فيها، وناموا فيها [ ( وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة والجواز على الصراط إلى رضوان الله إلى الجنة ) ] هذه خصوصية هذه الأمة، أما اليهود فلهم البيع، والنصارى لهم الكنائس، ولا يعبدون الله فيها ولكن يعبدون الشياطين.

خامساً: الاعتمار

[خامساً: الاعتمار] أي: فعل العمرة في رمضان [وهو زيارة بيت الله الحرام للطواف والسعي في رمضان] الاعتمار من الأعمال الفاضلة في رمضان [ إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( عمرة في رمضان تعدل حجة معي ) .

وقال صلى الله عليه وسلم: ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ) ].

وهنا لطيفة فقهية: الإمام مالك وتلامذته وغيرهم من الفقهاء يكرهون تكرار العمرة في العام، فيكتفون بعمرة واحدة، علماً أن بعض الناس اليوم من يعتمر عدة مرات أسبوعياً، والفقه في هذه القضية هو إذا كان المعتمر مصرياً أو شامياً أو عراقياً أو باكستانياً فإنه يحرم بالعمرة من المدينة، فقد كانوا يمشون على الإبل أو الحمير أو البغال من المدينة إلى مكة في عشرة أيام، ومن الرياض إلى المدينة في شهر، فإذا كان السفر للعمرة من المدينة يستغرق عشرة أيام ذهاباً وعشرة أيام إياباً وخمسة أيام عمرة واستراحة، فإذا كرر المسلم ذلك فقد يعطل تجارته أو زراعته، فكيف بالذي يستغرق ذهابه شهرين وإيابه شهرين، فتكرار العمرة عطل للحياة، فلهذا كرهوا التكرار.

أما اليوم فالمسلم يتوضأ في المدينة ويصلي بذلك الوضوء في مكة، فقد يستطيع في كل يوم عطلة أن يعتمر ولم يتوقف عمله، فهذا فقه هذه المسألة.

[ أولاً: الصدقة ] وهي في رمضان أفضل من الصدقة في غير رمضان [ إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أفضل الصدقة صدقة في رمضان ) ] والحديث صحيح رواه مسلم [وقال صلى الله عليه وسلم: ( من فطَّر صائماً كان له مثل أجر الصائم) ] أي: أجر ذاك الصوم [ (من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئاً ) ]أي: ولا حسنة واحدة، وهذا من فضل الله، ولهذا عندنا أحد الصالحين إذا خرج من المسجد كان يأخذ يومياً سبعة أشخاص أو ثمانية يفطرهم [ وقال صلى الله عليه وسلم: ( من فطر صائماً على طعام أو شراب من حلال ) ] لا من حرام، تفطره أو تسقيه شراباً حلالاً، فالجزاء [ ( صلت عليه الملائكة في ساعات شهر رمضان ) ] الملائكة طيلة رمضان تصلي عليه [ ( وصلى عليه جبريل ليلة القدر ) ] فضل عظيم، فاز به المؤهلون لذلك [وكان صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير] حقاً والله! [وكان أجود ما يكون في رمضان] طوال العام كان أجود الناس، لكن أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، إذ كان جبريل يقرأ القرآن مع رسول الله في رمضان ليثبت قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم.

[ثانياً: قيام الليل] أي: قيام ليالي رمضان [إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً ) ] أي: صلى في الليل، إيماناً بالله، واحتساباً الأجر على الله، لا رياء ولا سمعة، فالجزاء [ ( غفر له ما تقدم من ذنبه ) ] أي: ولو كانت الذنوب كالجبال، على شرط أن يكون عازماً على التوبة منفذاً لها، أما العازم على الإثم والكبائر فلا يغفر له إلا الصغائر فقط [ وكان صلى الله عليه وسلم يحيي ليالي رمضان] أي: لا ينام فيها [وإذا كان العشر الأواخر أيقظ أهله ] أي: زوجاته للصلاة [و] أيقظ [كل صغير وكبير يطيق الصلاة] ويقدر عليها.


استمع المزيد من الشيخ ابو بكر الجزائري - عنوان الحلقة اسٌتمع
سلسلة منهاج المسلم - (51) 4156 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (95) 4082 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (63) 3869 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (139) 3863 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (66) 3834 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (158) 3823 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (84) 3748 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (144) 3646 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (71) 3633 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (101) 3607 استماع