سلسلة منهاج المسلم - (95)


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة..

أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي للشريعة الإسلامية عقيدة وآداباً وأخلاقاً وعبادات ومعاملات، وها نحن في كتاب الصلاة ومع صلاة الخوف.

مشروعية صلاة الخوف

[مشروعيتها: صلاة الخوف مشروعة] بالكتاب والسنة، شرعها الله في كتابه وبينها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته [بقول الله تعالى: وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ [النساء:102]] هذه الآية الكريمة من سورة النساء نص قطعي في مشروعية صلاة الخوف، وذلك بأن يقسم الإمام المجاهدين إلى قسمين، قسم يصلي بهم ركعة ويقف هو في مكانه، ويتمون هم لأنفسهم ركعة ويسلمون، ثم يأتي الآخرون فيصلون مع الإمام ركعة، ثم يتمون ركعة لأنفسهم ويسلم بهم الإمام.

صفة صلاة الخوف في السفر

[صفتها في السفر: ] لأن صلاة الخوف قد تكون في السفر، وقد تكون في الحضر، بأن يكون الخوف في نفس البلد [وردت في صلاة الخوف كيفيات مختلفة، مردها] أي: مرجعها [إلى حالة الخوف قوة وضعفاً. وأشهر كيفياتها إذا كان القتال في السفر] لأن السفر يستلزم قصر الصلاة، فالمسافرون يصلون ركعتين فقط بخلاف الحضر أربع ركعات [أن ينقسم المعسكر إلى طائفتين ] إلى قسمين [طائفة] أي: جماعة [ تقف تجاه العدو] تحرسهم وتحميهم منه [وطائفة تصف وراء الإمام فيصلي بها ركعة، ويثبت واقفاً، وتقوم هي فتصلي ركعة أخرى وتسلم، وتذهب فتقف موقف الطائفة الأخرى] الحارسة المواجهة للعدو [وتأتي الأخرى فيصلي بها الإمام ركعة، ويثبت جالساً، فتقوم هي وتأتي بركعة أخرى، ثم يسلم بهم] هذه صلاة الخوف في حال السفر لا في الحضر.

أشهر كيفيات صلاة الخوف في السفر: أن ينقسم المعسكر إلى طائفتين، طائفة تقف تجاه العدو، وطائفة تصف وراء الإمام، فيصلي بها ركعة ويثبت قائماً، وتقوم هي تصلي ركعة أخرى وتسلم، وتذهب فتقف موقف الطائفة الأخرى في وجه العدو، وتأتي الأخرى فيصلي بها الإمام ركعة ويثبت جالساً فتقوم هي وتأتي بركعة أخرى ثم يسلم بهم. وهذه حالة واضحة؛ لأن الخوف ليس بشديد، أي أنه ليس في وقت القتال.

[وشاهد هذه الكيفية: حديث سهل بن أبي حثمة إذ جاء فيه: (أن طائفة صفت مع النبي صلى الله عليه وسلم وطائفة وجاه العدو، فصلى بالتي معه ركعة، ثم ثبت قائماً، فأتموا لأنفسهم، ثم انصرفوا وجاه العدو، وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته، ثم ثبت جالساً فأتموا لأنفسهم ثم سلم بهم )] هذه صورة من صور صلاة الخوف.

صفة صلاة الخوف في الحضر

[ثالثاً: صفتها في الحضر] أي: في المدن والقرى حيث لا قصر للصلاة، فصلاة الحضر لا قصر فيها، وإنما تتم الصلاة أربع ركعات في الظهر والعصر والعشاء [وإن كان القتال في الحضر حيث لا قصر للصلاة: صلت الطائفة الأولى ركعتين مع الإمام، وركعتين وحدها، والإمام قائمٌ، وتأتي الطائفة الأخرى فيصلي بها الإمام ركعتين، ويثبت جالساً فتمم لنفسها ركعتين، ثم يسلم بهم] صلاة الخوف في المدن والقرى لا قصر فيها بل تتم، فتصلي الطائفة الأولى ركعتين مع الإمام، وركعتين وحدها ثم تسلم وتخرج، والإمام قائم، ثم تأتي الطائفة الأخرى فيصلي بهم الإمام ركعتين، ويثبت جالساً، فتتم لنفسها ركعتين ثم يسلم بهم.

كيفية صلاة الخوف عند اشتداد القتال

[رابعاً: إذا لم يمكن قسمة الجيش لاشتداد القتال: ] إذا اشتد القتال ولم يمكن أن يُقسم الجيش قسمين [إذا اشتد القتال ولم يمكن قسمة الجيش صلوا فرادى على أي حالٍ كانوا، مشاة أو ركباناً، للقبلة أو لغيرها] فإذا اشتد القتال وما أصبح من الممكن قسمة الجيش إلى قسمين، صلوا فرادى كل واحد لوحده، على أي حالٍ كان، إما ماشياً أو راكباً للقبلة أو لغير القبلة [يومئون إيماءً] والإيماء يكون بالرأس. أي: يشير برأسه؛ لأنه لا يستطيع أن يركع [لقوله تعالى: فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا [البقرة:239]] مشاة أو راكبين صلوا فرادى [وقوله صلى الله عليه وسلم: ( وإن كانوا أكثر من ذلك فليصلوا قياماً وركباناً )، ومعنى أكثر من ذلك، أي: إذا كثر الخوف واحتدمت المعركة واختلطوا بالعدو] في هذه الحال يصلون على أي حال.

كيفية صلاة الخوف للطالب للعدو أو الهارب منه

[خامساً: الطالب للعدو أو الهارب منه] من كان يجري وراء العدو ليمسكه ويقتله، أو هارباً من عدو يريد أن يقتله [من طلب عدواً يخشى فواته، أو طلبه عدو يخشى أن يظفر به صلى على أي حال كان ماشياً أو ساعياً إلى القبلة أو غيرها، وهكذا كل من خاف على نفسه من إنسان أو حيوان أو غيرهما، صلى صلاة الخوف بحسب حاله] فإذا جاءه العدو من اليمين صلى جهة اليمين، لا يستقبل القبلة، حتى لا يصل إليه العدو، وكذلك إذا جاءه من جهة الشمال ويترك القبلة [ويشهد لهذه المسألة: قوله تعالى: فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا [البقرة:239]] مشاة أو راكبين [وعمل عبد الله بن أنيس رضي الله عنه فقد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلب الهذلي فقال: لما خفت أن يكون بيني وبينه ما يؤخر الصلاة فانطلقت أمشي وأنا أصلي، أومئ إيماءً نحوه، فلما دنوت منه .. الحديث] قال لما خفت أن يكون بيني وبينه ما يؤخر الصلاة انطلقت أمشي وأنا أصلي حتى أمسكته.

[مشروعيتها: صلاة الخوف مشروعة] بالكتاب والسنة، شرعها الله في كتابه وبينها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته [بقول الله تعالى: وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ [النساء:102]] هذه الآية الكريمة من سورة النساء نص قطعي في مشروعية صلاة الخوف، وذلك بأن يقسم الإمام المجاهدين إلى قسمين، قسم يصلي بهم ركعة ويقف هو في مكانه، ويتمون هم لأنفسهم ركعة ويسلمون، ثم يأتي الآخرون فيصلون مع الإمام ركعة، ثم يتمون ركعة لأنفسهم ويسلم بهم الإمام.

[صفتها في السفر: ] لأن صلاة الخوف قد تكون في السفر، وقد تكون في الحضر، بأن يكون الخوف في نفس البلد [وردت في صلاة الخوف كيفيات مختلفة، مردها] أي: مرجعها [إلى حالة الخوف قوة وضعفاً. وأشهر كيفياتها إذا كان القتال في السفر] لأن السفر يستلزم قصر الصلاة، فالمسافرون يصلون ركعتين فقط بخلاف الحضر أربع ركعات [أن ينقسم المعسكر إلى طائفتين ] إلى قسمين [طائفة] أي: جماعة [ تقف تجاه العدو] تحرسهم وتحميهم منه [وطائفة تصف وراء الإمام فيصلي بها ركعة، ويثبت واقفاً، وتقوم هي فتصلي ركعة أخرى وتسلم، وتذهب فتقف موقف الطائفة الأخرى] الحارسة المواجهة للعدو [وتأتي الأخرى فيصلي بها الإمام ركعة، ويثبت جالساً، فتقوم هي وتأتي بركعة أخرى، ثم يسلم بهم] هذه صلاة الخوف في حال السفر لا في الحضر.

أشهر كيفيات صلاة الخوف في السفر: أن ينقسم المعسكر إلى طائفتين، طائفة تقف تجاه العدو، وطائفة تصف وراء الإمام، فيصلي بها ركعة ويثبت قائماً، وتقوم هي تصلي ركعة أخرى وتسلم، وتذهب فتقف موقف الطائفة الأخرى في وجه العدو، وتأتي الأخرى فيصلي بها الإمام ركعة ويثبت جالساً فتقوم هي وتأتي بركعة أخرى ثم يسلم بهم. وهذه حالة واضحة؛ لأن الخوف ليس بشديد، أي أنه ليس في وقت القتال.

[وشاهد هذه الكيفية: حديث سهل بن أبي حثمة إذ جاء فيه: (أن طائفة صفت مع النبي صلى الله عليه وسلم وطائفة وجاه العدو، فصلى بالتي معه ركعة، ثم ثبت قائماً، فأتموا لأنفسهم، ثم انصرفوا وجاه العدو، وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته، ثم ثبت جالساً فأتموا لأنفسهم ثم سلم بهم )] هذه صورة من صور صلاة الخوف.