سلسلة منهاج المسلم - (99)


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي للشريعة الإسلامية عقيدة وآداباً وأخلاقاً، وعبادات وأحكاماً، وأذكركم بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( إنما العلم بالتعلم ). و( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ).

وها نحن قد انتهى بنا الدرس إلى هذه المقطوعة، وهي المادة الحادية عشرة في سنة الوتر ورغيبة الفجر والرواتب والنوافل المطلقة، ودرسنا الليلة في سنة الوتر وفي رغيبة الفجر وفي الرواتب وفي النفل المطلق، فندرس من ذلك ما شاء الله أن ندرس.

قال: [ أولاً: الوتر ]

أولاً: حكم الوتر

[ أولاً: حكمه وتعريفه: الوتر سنة واجبة، لا ينبغي للمسلم تركها بحال ] لا في سفر ولا في حضر، ولا في صحة ولا مرض.

وقولنا: (سنة واجبة) من باب الجمع بين مذهبين من المذاهب الأربعة الصحيحة، بين من يقول: سنة، وبين من يقول: واجب. فعدنا إلى الصواب، وقلنا: سنة مؤكدة، حتى لا نختلف أبداً.

تعريف الوتر

[ والوتر هو: أن يصلي المسلم آخر ما يصلي من نافلة الليل بعد صلاة العشاء ركعة تسمى الوتر ] وذلك [ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( صلاة الليل مثنى مثنى ) ] أي: ركعتين ركعتين [ ( فإذا خشي أحدكم الصبح ) ] أن يطلع [ ( صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى ) ] ولو صلى مائة وزاد ركعة أوترت له، فقد صارت مائة وركعة، ولو صلى ثلاثين وأوتر بركعة أصبحت وتراً، ولو صلى عشراً وختم بركعة أصبحت وتراً؛ إذ الوتر معناه: الفرد.

وقوله: ( توتر له ما قد صلى ) أي: تجعله وتراً وإن كان مائة.

ثانياً: ذكر ما يسن قبل الوتر

[ ثانياً: ما يسن قبله: من السنة أن يصلي قبل الوتر ركعتين فأكثر إلى عشر ركعات ] فمن سنة الوتر أن تصلي قبله ركعتين أو أربعاً أو ستاً أو ثماني أو عشراً [ ثم يصلي الوتر؛ لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك في الصحيح ] أي: ثم توتر بركعة فتصبح إحدى عشرة ركعة، كسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، والأحاديث كلها مخرجة، ولا حاجة إلى ذكر من خرجها، فالوتر ركعة، والسنة معه أن يصلي من ركعتين إلى عشر، والركعتان شفع، فيصلي ركعتين ركعتين ركعتين، فإذا صلى عشراً يختمها بالوتر ركعة، فتكون إحدى عشرة ركعة، كما هي سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم. وإن شاء الله تفعلون هذا.

ثالثاً: وقت الوتر

[ ثالثاً: وقته: ] الوتر له وقت معين، وزمن يؤدى فيه [ وقت الوتر من صلاة العشاء إلى قبيل الفجر ] بدقيقة أو دقائق [ وكونه آخر الليل أفضل من أوله ] قطعاً، فكونك تؤخر الوتر إلى آخر الليل أفضل من أن تصليه بعد صلاة العشاء بساعة أو ساعتين، والحذاق التجار المنافسون يطلبون الأفضل، اللهم [ إلا لمن خاف ألا يستيقظ ] فإذا خاف أنه إذا نام بعد صلاة العشاء ما يستيقظ فيصلي الوتر؛ حتى لا ينام عنها، هذه السنة؛ وذلك [ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من ظن منكم ألا يستيقظ آخر الليل فليوتر أوله ) ] هذا تعليم النبي صلى الله عليه وسلم: ( من ظن منكم ) معشر المسلمين! ( ألا يستيقظ آخر الليل فليوتر أوله ) [ ( ومن ظن منكم أن يستيقظ آخره فليوتر آخره؛ فإن صلاة آخر الليل محضورة، وهي أفضل ) ] أي: تحضرها الملائكة. فمن ظن منكم ألا يستيقظ آخر الليل فليوتر أول الليل، ومن ظن منكم أنه يستيقظ آخر الليل فليوتر آخر الليل؛ ( فإن صلاة آخر الليل محضورة ). تحضرها الملائكة، ( وهي أفضل ).

رابعاً: ما يفعله من نام عن الوتر حتى أصبح

[ رابعاً: من نام عن الوتر حتى أصبح ] ككثير من الإخوان ينام وما يستيقظ حتى يطلع الفجر [ إذا نام المسلم ] والمسلمة كذلك، وإنما لا نذكر النساء لشرفهن، فلا نذكرهن مع الرجال على سنة القرآن إلا للضرورة؛ لأن الفحول ما يرضون أن تذكر نساؤهم، وهذه لطيفة، وهي أن الفحول من الرجال ما يريدون أن تذكر نساؤهم بين الرجال أبداً، ولا يرضون بهذا أبداً، والهابطون يأخذون نساءهم بأيديهم للرجال. والقرآن الكريم لا يذكر النساء إلا من ضرورة، والأحكام ينسبها إلى الرجال، وهي عامة للرجال والنساء، فإذا نام المسلم [ عن الوتر ولم يستيقظ حتى أصبح قضاه قبل صلاة الصبح ] فما دامت الصلاة ما قامت فيصلي وتره ويقضيه، سواء ركعة أو ثلاثاً أو خمساً أو عشراً؛ وذلك [ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا أصبح أحدكم ولم يوتر فليوتر ) ] ولنحفظ هذه الكلمات: ( إذا أصبح أحدكم ولم يوتر فليوتر ). فلا يقل: طلع الفجر فلا نوتر، اللهم إلا إذا قامت الصلاة فما بقي صلاة [ وقوله صلى الله عليه وسلم: ( من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا ذكره ) ] فإذا لم ينم ولكن نسي فليصله إذا ذكره في أي وقت، ما لم تقم صلاة الصبح.

خامساً: القراءة في الوتر

[ خامساً: القراءة في الوتر: يستحب ] ولا يجب، بل يستحب فقط [ أن يقرأ في الركعتين قبله بالأعلى والكافرون ] كما تشاهدون في المسجد في رمضان، فإذا عددنا الوتر ثلاث ركعات، ركعة الوتر والشفع ركعتان، فيقرأ في الركعتين قبله بالأعلى والكافرون، أي: بسورة سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1] وبسورة قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] [ وفي ركعة الوتر ] الأخيرة [ بالصمد والمعوذتين بعد الفاتحة ] لا بد بعد الفاتحة. وسورة الصمد قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ [الإخلاص:1-2]، والمعوذتين قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1]، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1]. ولا إخال أحدنا يترك هذا أبداً.

سادساً: كراهة تعدد الوتر

[سادساً: كراهة تعدد الوتر: يكره تعدد الوتر في الليلة الواحدة ] بأن يصلي مرتين أو ثلاثاً؛ وذلك [ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا وتران في ليلة ) ] والحديث محفوظ هكذا، ( لا وتران بليلة ). بل وتر واحد، ولا يوجد وتر ثان. ( لا وتران بليلة ) [ ومن أوتر أول الليل ثم استيقظ وأراد أن يتنفل تنفل، ولا يعيد الوتر ] فإذا أوتر أول الليل ثم استيقظ فليصل ما شاء الله أن يصلي أربعاً أو ستاً أو ثمان أو عشرين، ولكن لا يوتر [ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا وتران بليلة ) ].

[ أولاً: حكمه وتعريفه: الوتر سنة واجبة، لا ينبغي للمسلم تركها بحال ] لا في سفر ولا في حضر، ولا في صحة ولا مرض.

وقولنا: (سنة واجبة) من باب الجمع بين مذهبين من المذاهب الأربعة الصحيحة، بين من يقول: سنة، وبين من يقول: واجب. فعدنا إلى الصواب، وقلنا: سنة مؤكدة، حتى لا نختلف أبداً.

[ والوتر هو: أن يصلي المسلم آخر ما يصلي من نافلة الليل بعد صلاة العشاء ركعة تسمى الوتر ] وذلك [ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( صلاة الليل مثنى مثنى ) ] أي: ركعتين ركعتين [ ( فإذا خشي أحدكم الصبح ) ] أن يطلع [ ( صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى ) ] ولو صلى مائة وزاد ركعة أوترت له، فقد صارت مائة وركعة، ولو صلى ثلاثين وأوتر بركعة أصبحت وتراً، ولو صلى عشراً وختم بركعة أصبحت وتراً؛ إذ الوتر معناه: الفرد.

وقوله: ( توتر له ما قد صلى ) أي: تجعله وتراً وإن كان مائة.

[ ثانياً: ما يسن قبله: من السنة أن يصلي قبل الوتر ركعتين فأكثر إلى عشر ركعات ] فمن سنة الوتر أن تصلي قبله ركعتين أو أربعاً أو ستاً أو ثماني أو عشراً [ ثم يصلي الوتر؛ لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك في الصحيح ] أي: ثم توتر بركعة فتصبح إحدى عشرة ركعة، كسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، والأحاديث كلها مخرجة، ولا حاجة إلى ذكر من خرجها، فالوتر ركعة، والسنة معه أن يصلي من ركعتين إلى عشر، والركعتان شفع، فيصلي ركعتين ركعتين ركعتين، فإذا صلى عشراً يختمها بالوتر ركعة، فتكون إحدى عشرة ركعة، كما هي سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم. وإن شاء الله تفعلون هذا.