خطب ومحاضرات
صانعو الخيام
الحلقة مفرغة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل لـه، ومن يضلل فلا هادي لـه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن هذا الدرس هو في حقيقته درسان، ولهذا أعطيته رقمين، الرقم: (38) و(39) من سلسلة الدروس العلمية العامة، لأن الوقت قد يطول بعض الشيء، نظراً لأن هذه الموضوعات غير قابلة للقسمة والتجزئة، وقد أطلنا في الحديث حول موضوع التنصير حتى مللت تقليب أوراقه، وربما مللتم أنتم سماع الكلام فيه على رغم خطورته، ولذلك حاولت أن أجمع خلاصة ما عندي وأقدمها لكم الآن بصورة ناقصة ومبتورة، ولكنها فيما أرى أفضل من التطويل في الموضوع أكثر مما حصل.
وصانعو الخيام هو العنوان الذي وعدتكم به في هذه الليلة: ليلة الإثنين السادس والعشرين من شهر صفر من سنة ألف وأربعمائة وثلاث عشرة للهجرة، وقد وصلنا فيما مضى إلى نتائج أقولها لكم باختصار:
أولاً: فشلت الكنيسة في دول الخليج والجزيرة العربية في كسب متنصرين جدد.
ثانياً: غيرت الكنيسة أسلوب عملها المباشر، إلى أسلوب يتخفى تحت ستار الأعمال الإنسانية والوظائف والخبرات التي تحتاجها منطقة الخليج والجزيرة.
ثالثاً: استفادت الكنيسة من الجولات والرحلات العلاجية إلى دول c= 3000017>الجزيرةالعربية.
وثمة مكاسب أخرى لابد أنكم تفطنتم إليها:
أولاً: تمكن النصارى من إيجاد تجمعات كنسية تتكلم العربية أو الإنجليزية في سائر دول الخليج: في الكويت والبحرين ومسقط... إلى آخره.
مثلاً في الكويت قبل عشرين سنة، أكثر من عشرة آلاف نصراني ما بين أرثوذكسي أو كاثوليكي معظمهم من غير الكويتيين، كونوا لهم رابطة مرنة اسمها مجلس كنائس الكويت، يضم هذا المجلس ثلاث عشرة طائفة.
ثانياً: استطاعت الكنيسة في العام نفسه -أعني عام 1972م قبل عشرين سنة- على مدى سنوات إعداد ما يزيد على سبعة آلاف وخمسمائة طالب للعمل بنجاح في شتى المهن، منهم المسلمون الذين تخرجوا على أيدي المنصرين، -وكيف ترى تكون عقولهم وأفهامهم وأخلاقياتهم- ومنهم النصارى.
ثالثاً: نجحت الكنيسة في التأثير على مكانة المرأة في الشرق الأوسط، وكان عدد الطالبات في مدارس النصارى أكثر دائماً من عدد الطلاب، وهذا الموضوع -موضوع التنصير- في مجال المرأة وفي مجال الجمعيات النسائية هو ميدان خصب للدراسة، وقد أعد أحد الدكاترة الخليجيين دراسة حول هذا الموضوع ونشرت في بعض الصحف الغربية.
رابعاً: كان القُسُس والمنصرون طابوراً خامساً للدول الغربية يعملون في الخليج العربي والجزيرة، فالمخابرات البريطانية والأمريكية كانت تتصل بأفرادهم لتضمن ولاءهم لها، وكانوا يكتبون لها التقارير عن أوضاع الدول السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بل يكتبون التقارير عن الحكام أنفسهم، كما كان بعض هؤلاء المنصرين على صلة بحكام الخليج لضمان مواقفهم المنسجمة مع المصالح الغربية، بل وصل الأمر إلى أن هؤلاء القُسُس؛ كالشياطين يقدمون المساعدات لبعض أمراء الخليج ضد بعض في خلافاتهم الداخلية فيما بينهم، فهم يدركون أن شعور دولة ما بأنها جزيرة في وسط بحر يناصبها العداء، سيجعلها أكثر قابلية للانهماك في موالاتهم، وإقامة الأحلاف معهم، وعقد ما يسمى اليوم بمواثيق الدفاع المشترك، وهذه أمور واضحة للعيان.
النقطة الثالثة: مؤشرات جديدة -أو مؤثرات جديدة-:
طرأ على خطط المنصرين عدد من المؤثرات أذكر منها أمرين اختصاراً:
اكتشاف النفط
أولها: تزايد أهمية المنطقة العربية والخليجية من الناحية الاقتصادية.
ثانياً: كثرة الفرص وتوسعها للخبراء والمهندسين والمختصين من خلال الشركات القائمة على التنقيب والاستخراج والتصنيع للنفط.
ثالثاً: بعض النصارى اعتبروا هذا انتصاراً للمادية الجشعة على الإسلام والنصرانية على حد سواء.
وفي كتاب من خطط التنصير وهو كتاب ضخم وعندي جزء مصور منه، يقول الكاتب فيه: يمثل المسلمون 98% من سكان السعودية، والوهابيون -يقول-: هم المسيطرون هناك -وأنا أنقل كلامه على كل حال، وأعتذر عن التعليق لأن الكلام كثير- ويمثل النصارى 1% من الوافدين، ولا يوجد نصراني سعودي واحد -هكذا يقول- لكن ثمة طموحات كبيرة أمامنا:
أولاً: أن تشرق الأرض ثانية بنور المسيح -يعني أرض الجزيرةالعربية- خاصة في مكة حيث لا يسمح للنصارى بدخولها.
ثانياً: لندع الله أن يكون للنصرانية نصيب من أموال المملكة، خاصة لصالح الإرساليات، وأن يسمح لهم بالدعوة هناك.
ثالثاً: لندع الله أن يستطيع القُسُس وعظ وإرشاد النصارى من مختلف الجنسيات، وأن تنجح خططهم في كسب المسلمين، وأن يبدأ تجويع المسلمين ثم إشباعهم من تعاليم المسيح، ثم يقول: وهناك فرص عديدة للنصارى لدخول المملكة؛ للتنصير والاستفادة من أولئك الذين يسافرون خارج المملكة واستغلال وظائفهم في خدمة النصرانية، ولندع الله بأن تنجح النصرانية في كسب المسافرين إلى الخارج من السعوديين للعلاج أو للسياحة أو غير ذلك في الدول المجاورة أو في أوروبا أو حيث توجد الإرساليات، ولندع الله أن أولئك الذين يدرسون في الخارج يكونون نواة لأول كنيسة، علماً أن أي مسلم يغير دينه مصيره القتل على الفور، كما ندعو أن تثمر جهود إذاعة التنصير التي تبث برامجها من جزر سيشن.. إلى آخر ما قال.
والمهم أن اكتشاف النفط ساهم مساهمة فعالة في تنشيط حركة التنصير، ومن باب الأمثلة فقط سوف أعرض بعد قليل بعض التقارير الخطيرة المتعلقة بأرامكو والمتعلقة بالهيئة الملكية بينبع، وهما نموذجان مختاران لا غير من الآثار التي أحدثها اكتشاف النفط في توسيع رقعة التنصير، خاصة مع غفلة المسلمين وعدم وجود المؤسسات التي تقاوم هذا المد.
سقوط الشيوعية
أولاً: توجه المزيد من إمكانيات الغرب التي كانت ضد الروس بحيث تصبح موجهة ضد المسلمين وخاصة في منطقة الخليج العربي والجزيرة العربية.
ثانياً: أصبح هناك تحالف بين الشرق -الذي كان شيوعياً وأصبح نصرانياً في غالبه- وبين الغرب النصراني الصليبي، وهذا التحالف تحالف مشترك على الإسلام في دول الخليج وفي غيرها، وأذكر أن فضيلة الشيخ سفر الحوالي حفظه الله قد تكلم منذ سنوات عن العالم الإسلامي في ظل الحرب الباردة وعما يسمى بالعبرة من الحروب الصليبية، وقال حينذاك: إنه يتوقع أن يكون هناك تحالف بين روسيا وأمريكا ضد الإسلام، واستغرب الكثيرون هذا! والعجيب أنني قرأت هذا الكلام نفسه قبل أسبوع واحد بلسان رجل كان نصرانياً وأسلم حسبما سمعت، وهو جهاد الخازن وهو صحفي كتب في جريدة الحياة: إن الغرب والشرق أصبحا متحالفين الآن ضد الإسلام.
الأمر الثالث الذي أحدثه سقوط الشيوعية هو: أن الخليج أصبح منطقة مفتوحة للغزو الفكري القادم من الغرب دون مقاومة أخرى، اللهم إلا المقاومة الذاتية التي تمثلها الصحوة الإسلامية على رغم قلة إمكانياتها، وإذا جاز لنا أن نعتبر حرب الخليج بين العراق والتحالف الدولي قبل سنين ثمرة من ثمرات تهاوي الشيوعية وعجزها، فإننا نستطيع أن نسجل في مجال مكاسب النصارى ما يلي:-
أولاً: حيث تم نقل ما يزيد على خمسمائة ألف جندي غربي، كان عدد المسلمين فيهم حسبما وصل إليَّ من الأرقام نحو عشرة آلاف مسلم، أما البقية الباقية فهم موزعون بين اليهود والنصارى، والغالبية العظمى فيهم كانت من النصارى، وأصبح الكثيرون بعد الحرب هنا وفي دول الخليج يعلنون ولاءهم للأجنبي، ويدعون صراحة إلى أمركة البلاد، أي: تحويلها إلى الطريقة الأمريكية، وبالأمس القريب في أيام الاستعمار كان هذا الكلام يعد خيانة عظمى.
أما اليوم فأي متصفح للصحف الكويتية خاصة، يقرأ دعوة صريحة إلى الذوبان في المجتمع الأمريكي -وأنا لا أعبر عن كلامهم بأسلوبي، بل أنقل عباراتهم الذوبان في المجتمع الأمريكي- أو أمركة المجتمع الكويتي، هذه عباراتهم؛ بل قال أحد المسئولين هناك في الأسبوع الماضي -وفي صحيفة سعودية-: إن الكويت أصبحت الآن محمية أمريكية، وقبل عشرات السنين كانت كلمة محمية عاراً يلصق ببعض الدول التي رضيت بالخنوع والخضوع لـبريطانيا أو غيرها.
ثانياً: رفع النصارى رءوسهم، وصرحوا بأن المسيح جاء لإنقاذ بلاد محمد، فيصح أن نعتبر هذه الحرب داخلة ضمن سياسة تجويع المسلمين، ثم إشباعهم من تعاليم المسيح كما يقول الكتاب الذي أشرت إليه قبل قليل -من خطط التنصير- وكان يصحب هؤلاء الجنود الآلاف من القُسُس والرهبان.
وعلى سبيل المثال: هناك كتاب عندي صورة منه أيضاً، وهذا الكتاب اسمه: بعد العاصفة فيه قصص لألوف من الجنود الأمريكان -يقول الكتاب-: إنهم قبلوا عيسى في أرض محمد، وأن الرب فتح لهم الباب للدعوة في البلاد التي لم يكونوا يحلمون بالدخول إليها، حيث كان الدخول إليها مستحيلاً، لكنهم قبلوا المسيح فيها، وهذا في (ص:147)، ويذكر الكتاب أن السعودية وإيران والجزائر والجمهوريات السوفيتية من أهم أهداف المنصرين في الفترة القادمة.
وقد تمكن هؤلاء من توزيع أكثر من ستمائة ألف نسخة خاصة من الكتاب المقدس، فضلاً عن عشرات النشرات التي وزع منها مئات الألوف في المدارس والأسواق والشوارع، بل وفي المساجد، وقد حدثني ثقة أنه رأى كتاباً في يد رجل من العوام لا يقرأ ولا يكتب، فأخذه منه، فإذا هو كتاب الإنجيل -كتابهم المقدس زعموا- فقال: ما هذا؟ قال لـه: هذا كتاب حديث! يحسب أنه صحيح البخاري أو رياض الصالحين؛ لأنه لا يعرف إلا هذا.
ما تزال بقايا هؤلاء -لا كثرهم الله- في جميع دول الخليج تمارس دوراً تنصيرياً واضحاً في ثكناتها ومعسكراتها وأماكنها، بل وفي منتجعاتها وإسكاناتها، بل وفي الأسواق حيث يتسوقون في أيام العطل والإجازات وفي أوقات كثيرة بملابسهم الرسمية، ويقيمون أوثق العلاقات مع الشباب.
أولاً: هم يعتقدون أنهم جاءوا لحماية هذه الدول، بناءً على اتفاقيات عسكرية وأمنية، إذاً فمن حقهم أن يعتقدوا -أيضاً- أن لهم أن يمارسوا طقوسهم وعباداتهم وشئونهم كلها دون أن يغيروا من نمط حياتهم شيئاً، وبناءً عليه: فإن من المؤكد أن لديهم كنائس مخصصة لهذا الأمر، فضلاً عن البارات وأماكن الرقص والسباحة العارية المختلطة وغير ذلك.
وثانياً: هم رسل للمسيحية، فمن السذاجة تصور أنهم لا يحملون أية رغبة في دعوة الآخرين أو تنصيرهم، ولكنهم كما يقول التقرير الذي ذكرته في المجلس السابق حساسون ثقافياً، خاصة إذا كان ثمة من يراقبهم أو يتلفت حولهم، وهذه بعض الوثائق.
أولهما: اكتشاف النفط كما سبق، وهذه جديدة بالقياس إلى الإرساليات السابقة، ومما أحدثه اكتشاف النفط من أحوال:
أولها: تزايد أهمية المنطقة العربية والخليجية من الناحية الاقتصادية.
ثانياً: كثرة الفرص وتوسعها للخبراء والمهندسين والمختصين من خلال الشركات القائمة على التنقيب والاستخراج والتصنيع للنفط.
ثالثاً: بعض النصارى اعتبروا هذا انتصاراً للمادية الجشعة على الإسلام والنصرانية على حد سواء.
وفي كتاب من خطط التنصير وهو كتاب ضخم وعندي جزء مصور منه، يقول الكاتب فيه: يمثل المسلمون 98% من سكان السعودية، والوهابيون -يقول-: هم المسيطرون هناك -وأنا أنقل كلامه على كل حال، وأعتذر عن التعليق لأن الكلام كثير- ويمثل النصارى 1% من الوافدين، ولا يوجد نصراني سعودي واحد -هكذا يقول- لكن ثمة طموحات كبيرة أمامنا:
أولاً: أن تشرق الأرض ثانية بنور المسيح -يعني أرض الجزيرةالعربية- خاصة في مكة حيث لا يسمح للنصارى بدخولها.
ثانياً: لندع الله أن يكون للنصرانية نصيب من أموال المملكة، خاصة لصالح الإرساليات، وأن يسمح لهم بالدعوة هناك.
ثالثاً: لندع الله أن يستطيع القُسُس وعظ وإرشاد النصارى من مختلف الجنسيات، وأن تنجح خططهم في كسب المسلمين، وأن يبدأ تجويع المسلمين ثم إشباعهم من تعاليم المسيح، ثم يقول: وهناك فرص عديدة للنصارى لدخول المملكة؛ للتنصير والاستفادة من أولئك الذين يسافرون خارج المملكة واستغلال وظائفهم في خدمة النصرانية، ولندع الله بأن تنجح النصرانية في كسب المسافرين إلى الخارج من السعوديين للعلاج أو للسياحة أو غير ذلك في الدول المجاورة أو في أوروبا أو حيث توجد الإرساليات، ولندع الله أن أولئك الذين يدرسون في الخارج يكونون نواة لأول كنيسة، علماً أن أي مسلم يغير دينه مصيره القتل على الفور، كما ندعو أن تثمر جهود إذاعة التنصير التي تبث برامجها من جزر سيشن.. إلى آخر ما قال.
والمهم أن اكتشاف النفط ساهم مساهمة فعالة في تنشيط حركة التنصير، ومن باب الأمثلة فقط سوف أعرض بعد قليل بعض التقارير الخطيرة المتعلقة بأرامكو والمتعلقة بالهيئة الملكية بينبع، وهما نموذجان مختاران لا غير من الآثار التي أحدثها اكتشاف النفط في توسيع رقعة التنصير، خاصة مع غفلة المسلمين وعدم وجود المؤسسات التي تقاوم هذا المد.
المؤثر الثاني: هو سقوط الشيوعية وما ترتب عليه، وقد نتج عن سقوط الشيوعية عدة أعمال:
أولاً: توجه المزيد من إمكانيات الغرب التي كانت ضد الروس بحيث تصبح موجهة ضد المسلمين وخاصة في منطقة الخليج العربي والجزيرة العربية.
ثانياً: أصبح هناك تحالف بين الشرق -الذي كان شيوعياً وأصبح نصرانياً في غالبه- وبين الغرب النصراني الصليبي، وهذا التحالف تحالف مشترك على الإسلام في دول الخليج وفي غيرها، وأذكر أن فضيلة الشيخ سفر الحوالي حفظه الله قد تكلم منذ سنوات عن العالم الإسلامي في ظل الحرب الباردة وعما يسمى بالعبرة من الحروب الصليبية، وقال حينذاك: إنه يتوقع أن يكون هناك تحالف بين روسيا وأمريكا ضد الإسلام، واستغرب الكثيرون هذا! والعجيب أنني قرأت هذا الكلام نفسه قبل أسبوع واحد بلسان رجل كان نصرانياً وأسلم حسبما سمعت، وهو جهاد الخازن وهو صحفي كتب في جريدة الحياة: إن الغرب والشرق أصبحا متحالفين الآن ضد الإسلام.
الأمر الثالث الذي أحدثه سقوط الشيوعية هو: أن الخليج أصبح منطقة مفتوحة للغزو الفكري القادم من الغرب دون مقاومة أخرى، اللهم إلا المقاومة الذاتية التي تمثلها الصحوة الإسلامية على رغم قلة إمكانياتها، وإذا جاز لنا أن نعتبر حرب الخليج بين العراق والتحالف الدولي قبل سنين ثمرة من ثمرات تهاوي الشيوعية وعجزها، فإننا نستطيع أن نسجل في مجال مكاسب النصارى ما يلي:-
أولاً: حيث تم نقل ما يزيد على خمسمائة ألف جندي غربي، كان عدد المسلمين فيهم حسبما وصل إليَّ من الأرقام نحو عشرة آلاف مسلم، أما البقية الباقية فهم موزعون بين اليهود والنصارى، والغالبية العظمى فيهم كانت من النصارى، وأصبح الكثيرون بعد الحرب هنا وفي دول الخليج يعلنون ولاءهم للأجنبي، ويدعون صراحة إلى أمركة البلاد، أي: تحويلها إلى الطريقة الأمريكية، وبالأمس القريب في أيام الاستعمار كان هذا الكلام يعد خيانة عظمى.
أما اليوم فأي متصفح للصحف الكويتية خاصة، يقرأ دعوة صريحة إلى الذوبان في المجتمع الأمريكي -وأنا لا أعبر عن كلامهم بأسلوبي، بل أنقل عباراتهم الذوبان في المجتمع الأمريكي- أو أمركة المجتمع الكويتي، هذه عباراتهم؛ بل قال أحد المسئولين هناك في الأسبوع الماضي -وفي صحيفة سعودية-: إن الكويت أصبحت الآن محمية أمريكية، وقبل عشرات السنين كانت كلمة محمية عاراً يلصق ببعض الدول التي رضيت بالخنوع والخضوع لـبريطانيا أو غيرها.
ثانياً: رفع النصارى رءوسهم، وصرحوا بأن المسيح جاء لإنقاذ بلاد محمد، فيصح أن نعتبر هذه الحرب داخلة ضمن سياسة تجويع المسلمين، ثم إشباعهم من تعاليم المسيح كما يقول الكتاب الذي أشرت إليه قبل قليل -من خطط التنصير- وكان يصحب هؤلاء الجنود الآلاف من القُسُس والرهبان.
وعلى سبيل المثال: هناك كتاب عندي صورة منه أيضاً، وهذا الكتاب اسمه: بعد العاصفة فيه قصص لألوف من الجنود الأمريكان -يقول الكتاب-: إنهم قبلوا عيسى في أرض محمد، وأن الرب فتح لهم الباب للدعوة في البلاد التي لم يكونوا يحلمون بالدخول إليها، حيث كان الدخول إليها مستحيلاً، لكنهم قبلوا المسيح فيها، وهذا في (ص:147)، ويذكر الكتاب أن السعودية وإيران والجزائر والجمهوريات السوفيتية من أهم أهداف المنصرين في الفترة القادمة.
وقد تمكن هؤلاء من توزيع أكثر من ستمائة ألف نسخة خاصة من الكتاب المقدس، فضلاً عن عشرات النشرات التي وزع منها مئات الألوف في المدارس والأسواق والشوارع، بل وفي المساجد، وقد حدثني ثقة أنه رأى كتاباً في يد رجل من العوام لا يقرأ ولا يكتب، فأخذه منه، فإذا هو كتاب الإنجيل -كتابهم المقدس زعموا- فقال: ما هذا؟ قال لـه: هذا كتاب حديث! يحسب أنه صحيح البخاري أو رياض الصالحين؛ لأنه لا يعرف إلا هذا.
ما تزال بقايا هؤلاء -لا كثرهم الله- في جميع دول الخليج تمارس دوراً تنصيرياً واضحاً في ثكناتها ومعسكراتها وأماكنها، بل وفي منتجعاتها وإسكاناتها، بل وفي الأسواق حيث يتسوقون في أيام العطل والإجازات وفي أوقات كثيرة بملابسهم الرسمية، ويقيمون أوثق العلاقات مع الشباب.
أولاً: هم يعتقدون أنهم جاءوا لحماية هذه الدول، بناءً على اتفاقيات عسكرية وأمنية، إذاً فمن حقهم أن يعتقدوا -أيضاً- أن لهم أن يمارسوا طقوسهم وعباداتهم وشئونهم كلها دون أن يغيروا من نمط حياتهم شيئاً، وبناءً عليه: فإن من المؤكد أن لديهم كنائس مخصصة لهذا الأمر، فضلاً عن البارات وأماكن الرقص والسباحة العارية المختلطة وغير ذلك.
وثانياً: هم رسل للمسيحية، فمن السذاجة تصور أنهم لا يحملون أية رغبة في دعوة الآخرين أو تنصيرهم، ولكنهم كما يقول التقرير الذي ذكرته في المجلس السابق حساسون ثقافياً، خاصة إذا كان ثمة من يراقبهم أو يتلفت حولهم، وهذه بعض الوثائق.
إن الوثائق كثيرة جداً، وأنا أذكر معلومات كثيرة موثقة، لكنني لا أذكر الوثائق، وأحياناً قد أذكر نماذج فقط، أما الكلام الذي سأقوله لكم فلا أتكلم إلا من خلال وثائق معتمدة مؤكدة، وجميع ما أذكر من الوثائق سوف أبعث بها إلى سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حتى يُدرس على مستوى رفيع، وسأبعث بها أيضاً إلى أعضاء هيئة كبار العلماء، وإلى أعضاء اللجنة الخماسية، وإلى المهتمين بشئون التنصير؛ حتى يدركوا حجم الخطر الذي يواجه هذه البلاد من أولئك النصارى، إذاً لا تعتقد أن هذه الوثائق هي كل ما أملك، بل ثمة وثائق كثيرة جداً، إنما هذه بعضها.
وثيقة جمعية الأسقف نيكولوس
أولاً: شخص بمواصفات مناسبة ليقوم بدور الأسقف نيكولوس في ثيابه التقليدية، ويقوم بتوزيع الهدايا في ليلة عيد الميلاد.
ثانياً: أصحاب السيارات -الصالون الكبيرة- مطلوبون للمساعدة في نقل الأسقف نيكولاس بدلاً من مركبته التقليدية.
ثالثاً: أصحاب بيوت ليس لديهم أطفال، ليستغل نيكولوس منازلهم لتخزين الهدايا لمدة أسبوع، ولا يمانعون في الإزعاج الذي يسببه لهم التوزيع والتصنيف في ليلة الثاني والعشرين والرابع والعشرين.
رابعاً: المساعدة بصفة عامة من أي شخص -الجدير بالذكر أنا اقرأ الآن أن رأس تنورة من الأماكن القليلة في العالم التي يقوم فيها الأسقف نيكولوس بزيارة شخصية- فنرجو المساعدة لمواصلة التقليد، وجعلها انطلاقة طيبة لأيام الاحتفال، إذا كنت تريد التطوع أو إذا كنت تريد معلومات أكثر، فمن فضلك اتصل على هاتف... بعد الساعة كذا أو في عطلة نهاية الأسبوع، شكراً مقدماً لمساعدتك جمعية الأسقف نيكولوس.
ملاحظة إلى جميع الساكنين: إذا كنت تريد أن ترتب زيارة شخصية للأسقف في يوم الرابع والعشرين من ديسمبر، عليك بإملاء النموذج التالي، وإرساله إلى العنوان التالي بأسرع وقت ممكن، ثم ذكروا العنوان في رأس تنورة، وقالوا: هناك تفاصيل الترتيب سوف ترسل إليكم بالبريد، أرجو إرسال التفاصيل والترتيبات عن كيفية زيارة الأسقف... إلى آخر الكلام.
وهذا نموذج من محاولة دعوتهم الناس إلى المشاركة في أعيادهم ومناسباتهم وطقوسهم، وأنهم لا يقتصرون في ذلك على فئة معينة ولا جنسية معينة ولا على ديانة معينة.
وثيقة المخلص
فرانك إجراهم
منطقة الخليج الفارسي، وتجد نفسك في متسع من الوقت فلا تضيعه، فكبديل لماذا لا تتعلم قليلاً من اللغة العربية؟ وقد أرسلت لك بغية ذلك نسخة من الكتاب المقدس الجديد باللغة العربية، ونقترح عليك أن بإمكانك أن تجد صديقاً سعودياً يساعدك على قراءته، واللغة العربية لغة صعبة، ولكن عندما تتعلمها لن تنساها مطلقاً، ونحن فخورون بك، وندعو الإله أن يحميك، ويعيدك سالماً إلى وطنك وأحبائك، وفي نفس الوقت استمتع بتعلم اللغة العربية مستخدماً كتاب الإله كمرجع لك! إذاً: هم يريدون نشر
وعلى سبيل المثال: هذه الوثيقة الأولى: وثيقة جمعية الأسقف نيكولوس وهذه الوثيقة قد صورت ووزعت وهي موجودة باللغتين العربية والإنجليزية، وأذكر نماذج منها، يقول: إنهم يشكرون كل من استجاب لدعوتهم السابقة في المساعدة لإخراج هذه المناسبة -مناسبة عيد ميلاد- وسنكون على اتصال بكم لإعطائكم مزيداً من التفاصيل، ومازلنا نأمل في المخلصين ليساعدونا في إخراج ليلة عيد الميلاد في صورة لا تنسى في رأس تنورة، ولازلنا بحاجة إلى أناس روحانيين والأشخاص المطلوبون هم:
أولاً: شخص بمواصفات مناسبة ليقوم بدور الأسقف نيكولوس في ثيابه التقليدية، ويقوم بتوزيع الهدايا في ليلة عيد الميلاد.
ثانياً: أصحاب السيارات -الصالون الكبيرة- مطلوبون للمساعدة في نقل الأسقف نيكولاس بدلاً من مركبته التقليدية.
ثالثاً: أصحاب بيوت ليس لديهم أطفال، ليستغل نيكولوس منازلهم لتخزين الهدايا لمدة أسبوع، ولا يمانعون في الإزعاج الذي يسببه لهم التوزيع والتصنيف في ليلة الثاني والعشرين والرابع والعشرين.
رابعاً: المساعدة بصفة عامة من أي شخص -الجدير بالذكر أنا اقرأ الآن أن رأس تنورة من الأماكن القليلة في العالم التي يقوم فيها الأسقف نيكولوس بزيارة شخصية- فنرجو المساعدة لمواصلة التقليد، وجعلها انطلاقة طيبة لأيام الاحتفال، إذا كنت تريد التطوع أو إذا كنت تريد معلومات أكثر، فمن فضلك اتصل على هاتف... بعد الساعة كذا أو في عطلة نهاية الأسبوع، شكراً مقدماً لمساعدتك جمعية الأسقف نيكولوس.
ملاحظة إلى جميع الساكنين: إذا كنت تريد أن ترتب زيارة شخصية للأسقف في يوم الرابع والعشرين من ديسمبر، عليك بإملاء النموذج التالي، وإرساله إلى العنوان التالي بأسرع وقت ممكن، ثم ذكروا العنوان في رأس تنورة، وقالوا: هناك تفاصيل الترتيب سوف ترسل إليكم بالبريد، أرجو إرسال التفاصيل والترتيبات عن كيفية زيارة الأسقف... إلى آخر الكلام.
وهذا نموذج من محاولة دعوتهم الناس إلى المشاركة في أعيادهم ومناسباتهم وطقوسهم، وأنهم لا يقتصرون في ذلك على فئة معينة ولا جنسية معينة ولا على ديانة معينة.
استمع المزيد من الشيخ سلمان العودة - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
أحاديث موضوعة متداولة | 5155 استماع |
حديث الهجرة | 5026 استماع |
تلك الرسل | 4157 استماع |
الصومال الجريح | 4148 استماع |
مصير المترفين | 4126 استماع |
تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة | 4054 استماع |
وقفات مع سورة ق | 3979 استماع |
مقياس الربح والخسارة | 3932 استماع |
نظرة في مستقبل الدعوة الإسلامية | 3874 استماع |
العالم الشرعي بين الواقع والمثال | 3836 استماع |