أرشيف المقالات

إليكم هديتي (5)

مدة قراءة المادة : 8 دقائق .
إليكم هديتي (5)
 
الحمدُ لله وكفى، وصلاةً وسلامًا على عباده اللذين اصطفى؛ أمَّا بعدُ:
فإنَّ النَّصيحةَ أيها الكرام سُنةٌ ثابتةٌ من سنن الأنبياء، وسمةٌ بارزةٌ من سمات الحكماء، وهديةٌ راقيةٌ يتبادلها العقلاء، فوائدها كثيرة، ومنافعها غزيرة، والحاجةُ إليها جدُّ كبيرة، ولذا فقد حصرَ النبي صلى الله عليه وسلم الدينَ كلَّه فيها، فقال: "الدينُ النصيحةُ".
 
وجاء فيها الكثيرُ من الأحاديث الصحيحة، كقوله عليه الصلاة والسلام: "المؤمنُ مِرآةُ أخيه"، و"لَا يُؤْمِنُ أحدُكم، حتَّى يُحبَّ لأخيهِ ما يُحبُّ لِنفسِهِ"، و"ما استرعى اللهُ عبدًا رعيةً فلم يُحِطها بنُصحِه، إلا حرَّمَ اللهُ عليه الجنَّة"..
 
ولئن كانَ الجميعُ بحاجةٍ ماسةٍ لها، فإن القليلَ من يبذلها، والأقل من يُتقنُها، وأقلُّ القليلِ من يتقبلُها ويُحسِنُ الاستفادةَ منها.






وبعدُ يا أحبتي
إليكمُ هديتي


نصائح جمعتها
وبعضها أبدعتها


وبعضها عدَّلتُها
لفكرةٍ فضلتها


وحين كثرُ جمعها
ازدانَ لي توزيعُها


فقسمتها متتبِّعًا
كلَّ ثلاثينَ معا


وبلغ عددُ الأقسام
عشرٌ على التمام


فالله ربي أسأله
بفضله أن يقبله


وأن تكونَ نافعة
قارِئها وسامِعَه


والحمدُ والسَّلامُ
بدءًا واختتامَا






 
إليكم هديتي (الجزء الخامس)
121- التسليم والرضا هو أعظم ما يريح النفس، ويجلب السكينةَ، والتسبيح هو أعظم ما يعين على الرضا، تأمَّل: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ﴾ [طه: 130].
 
122- إذا كانت رغبتك في الإصلاح عالية، وسعيك من أجله كبيرًا، فستنال من التوفيق بقدر ذلك، تأمل: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴾ [النساء: 35].
 
123- تذكر أن روعة الإنسان تكمُن في حلاوة اللسان، وأن كل شخص تقابله يضع لافتةً خفيةً تقول: من فضلك لاحظني وأشعرني بأنني مهم.
 
124-






الجد في الجد والحرمان في الكسل
فانصَب تُصِب عن قريب غاية الأمل


قد هيَّؤوك لأمر لو فطنتَ له
فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل






 
125-






والنفس راغبةٌ إذا رغَّبتها
وإذا تَرَدُّ إلى قليل تقنع











فمجاهدة الأمور الصعبة يجعلها سهلةً، والتعود على الأمور السهلة يجعلها صعبةً..
 
126- إذا أصابك هم أو ضيق، فافزع إلى الصلاة، تأمَّل: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ﴾ [الحجر: 97، 98].
 
127- لا تضيع وقتك في الرد على منتقديك، فلن يرضوا..
ولن يتوقفوا، واعلم أن سقوط الجواهر على الأرض لا يفقدها قيمتها، حتى ولو تكرر السقوط..
 
128- ينبغي أن يكون من أعظم أهدافك أن تكون أهدافك عظيمة، وما لم تكن قد وهبت نفسك لغاية عظيمة، فحياتك لَمَّا تبدأ بعدُ..
 
129- من الأفضل أن يكون انتقادك في السر، وأن يكون ثناؤك في العلن، وإن كان ولا بد من الانتقاد العلني، فبصيغة العموم (ما بال أقوام...)..
 
130- عندما تستمر في المحاولة، فقد تصيب وقد تخطئ، أما عندما تتوقف فلن تصيب أبدًا.
 
131- عندما تسافر ضعْ في جيبك بطاقةً تحوي كل البيانات التي تُعرِّف بك، وكذلك الصق ورقةً ببياناتك داخل وخارج حقائبك..
 
132- عبِّر بوضوح عن فرحك بنجاح الآخرين، وتعود أن تثني كثيرًا على التغييرات الجيدة ولو كانت صغيرةً، واعلم أن مساعدة الآخرين على النجاح نجاح مزدوج..
 
133- ليكن لك منهج (دوري) ثابت في التواصل مع أرحامك على الأقل هاتفيًّا..
 
134- إن لم تزد شيئًا على الدنيا بعطائك، فلا تكن أنت الشيء الزائد عليها بعطالتك..
 
135- عليك بصحبة القرآن العظيم، فما من شيء يغذي العقـل والـروح، ويحفظ النفس والوقت، ويضمن الفوز والسعادة مثل القرآن الكريم.
 
136- تأمَّل: ليس كل ما تُحبه يُسعدك، ولا كل ما تكرهه يُحزنك، فالسكين رغم نعومتها تجرح، والدواء رغم مرارته يشفي.
 
137- اعمل على تغيير الأشياء السلبية التي يمكنك تغييرها، وتكيَّف مع الأشياء التي لا يمكنك تغييرها.
 
138- كما أن النار لا تطفَأ بالنار، فكذلك الوقاحة لا تقابَل بالوقاحة، والصراخ لا يُجابَه بالصُّراخ، تأمل: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34].
 
139- دوِّن كل الأشياء التي لا تعجبك من نفسك في قائمة، وتلك التي تعجبك في قائمة ثانية، ثم اعمل على أن تكون القائمة الثانية أطول من الأولى..
 
140- لا تحتقر نفسك، ولا تستصغر قدراتك، فبداية كل شجرة بذرة، ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة.
 
141-






الحِلمُ زينٌ والسكوتُ سلامةٌ
فإذا نطقتَ فلا تكن مهذارَا


ما إن ندِمت على سكوتي مرةً
ولقد ندِمت على الكلام مرارَا






 
 
142- (الدنيا لا تساوي نقل أقدامك إليها، فكيف تعدو خلفها)؛ ابن القيم.
143- إذا كان الشاعر يقول:






والوقت أنفسُ ما عُنيتَ بحفظه
وأراه أسهلَ ما عليك يضيعُ











فكن ذكيًّا، واستغلَّ ما بحوزتك من أجهزة ووسائل تقنية حديثة في توفير الوقت بدلًا من تبديده..
 
144- تأمل: فبقدر اعتنائك بصلاتك تكون سلامتك ونجاتك: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45]، وبقدر إضاعتها يكون الابتلاء بالشهوات: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ﴾ [مريم: 59].
 
145- خصِّص درجًا في مكتبك أو رفًّا في خزانتك، وسَمِّه رف الهدايا، ضع فيه ما يصلح أن يكون هدايا جاهزة: (كتب، عطور، تحف...
إلخ)
، مما هو زائد عن حاجتك، لتفاجئ بها أحبابك أثناء زيارتهم لك.
 
146- يا عقبة بن عامر: (صلْ من قطعك، وأعطِ مَن حرَمك، واعفُ عمن ظلمك)؛ صححه الألباني.
 
147- أتقن أكبرَ قدر ممكن من خصائص البرامج التي تحتاجها كثيرًا (كبرامج الأوفيس)، فهذا سيفيدك كثيرًا، ويوفر عليك وقتًا وجهدًا كبيرًا..
 
148- كن على يقين أن الصوت الهادئ أقوى من الصراخ، وأن الذوق يهزم الوقاحة، وأن الجواب الرقيق يطفئ الغضب، وأن التواضع يغلب الكبر والغرور..
 
149- كن منظمًا قدر الإمكان، فلكل عمل منظم مردود مضاعف، لكن ذلك لن يكون واضحًا إلا بعد أن تتعود على النظام وتُتقن أساليبه..
 
150- فرص الفوز والنجاح تتمدد بالشجاعة والإقدام، وتنكمش بالتردد والإحجام.






فإذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمةٍ
فإن فسادَ الرأي أن تترددَا

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢