أرشيف المقالات

من قدوتك؟

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
مَن قدوتك؟

كل منا له قدوة، وكثير منا قدوتُه أبوهُ، هذا جميل؛ ولكن يتوجَّب علينا نحن المسلمين أن نعلم ما هي القدوة التي نتِّبعها، ولنتذكَّر دومًا أن هلاك الأُمَم من قبلنا كان سببه الاتِّباع الأعمى.
 
أولًا نذكر قول الله في سورة نوح: ﴿ وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ﴾ [نوح: 23]، حيث قام الناس بعبادة أصنام قام آباؤهم بتصويرها لأناسٍ صالحين فعبدوها، وقالوا: ما صوَّرهم آباؤنا إلَّا لعبادتهم وعبدوها لمجرد ظنِّهم أن من سبقوهم فعلوا هذا.
 
وقوم هود عليه السلام أرسل إلى عاد، قالوا لهود: ﴿ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ﴾ [الأعراف: 70]، ولما جاء صالح إلى ثمود ﴿ قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا ﴾ [هود: 62]، ولما جاء موسى عليه السلام ﴿ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ ﴾ [يونس: 78]، ولما جاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ﴿ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الزخرف: 22].
فعليك أن تزن القدوة التي تسير وراءها بميزان الشرع، والحلال، والحرام، والولاء، والبراء.
 
يجب علينا أن نعي هل اتِّباعنا لمن نقتدي به سيُرضي عنَّا الله أم سيجلب علينا سخطه؟
فاليوم ترى كثيرًا من الشباب قدوته اللاعب الفلاني والفنان الفلاني، والبنت قدوتها الفنانة العالمية، ومصممة الأزياء الفلانية.
 
لا نجرد الأمة من خيريَّتها؛ بل فيها ما يقرُّ العين من شباب وبنات متمسكين بدينهم، معتصمين بكتابهم؛ ولكن الأمر استوحش في الآونةِ الأخيرة، وأصبح حال البعض يُدمي القلوب الحية.
 
فلتكن قدوتنا آباءنا من الصحابة والسلف الصالح، وممنْ عاشوا وماتوا أشدَّاء أقوياء، ولنلزم غرزهم، فغرزهم على أثر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فإن سرت على خطاه فما ظنُّكَ بنهاية الطريق؟
 
إنها الجنة ستشتمُّ رائحتها في الدنيا قبل الآخرة؛ لأنك تسير في الدنيا إليها، عينك عليها لا يلفتك عنها أمر، ولا يشغلك عنها شاغل.

شارك الخبر

المرئيات-١