سلسلة منهاج المسلم - (101)


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة..

أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة؛ ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، الكتاب الذي يحوي العقيدة والآداب والأخلاق والعبادات والأحكام الشرعية والمعاملات، وقد انتهى بنا الدرس إلى المادة الثانية عشرة وهي في صلاة العيدين.

حكم صلاة العيد

[أولاً: حكمها ووقتها].

قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين: [صلاة العيدين: الفطر والأضحى، سنة مؤكدة كالواجب، أمر الله تعالى بها] أي: بصلاة العيد [في قوله: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:1-2]] والكوثر نهر في الجنة، كيزانه بعدد نجوم السماء، وماؤه أشد بياضاً من الثلج، أعطاه الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، والنحر إنما يكون يوم عيد الأضحى [وأناط بها فلاح المؤمن] ربط بصلاة العيد فلاح المؤمن والمؤمنة [في قوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى:14-15]] (أفلح) أي: فاز ونجا من النار ودخل الجنة، والمراد من التزكية هنا: زكاة الفطر وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى:15] صلاة عيد الفطر، فالآية الأولى في عيد الأضحى، والثانية في عيد الفطر: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2] هي صلاة عيد الأضحى، و قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى:14-15] صلاة عيد الفطر [فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وواظب عليها وأمر بها، وأخرج لها حتى النساء والصبيان] صلاة العيد أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرج لها النساء والصبيان يشهدونها ويحضرونها [وهي شعيرة من شعائر الإسلام، ومظهر من مظاهره التي يتجلى فيها الإيمان والتقوى] أي: صلاة العيدين شعيرة من شعائر الإسلام ومظهر من مظاهره التي يتجلى فيها الإيمان والتقوى، أي: يظهر فيها الإيمان بالله والتقوى من الله عز وجل.

وقت صلاة العيد

[ووقتها] أي: وقت صلاة العيدين الفطر والأضحى [من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى الزوال] وقيد الرمح. أي: متر، ووقت صلاة العيد من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى الزوال أي: إلى قبل الظهر بدقيقة أو دقيقتين [والأفضل أن تصلى الأضحى في أول الوقت] الأفضل في صلاة عيد الأضحى أن تصلى في أول الوقت [ليتمكن الناس من ذبح أضاحيهم] مبكراً [وأن تؤخر صلاة الفطر ليتمكن الناس من إخراج صدقاتهم] لأن الصدقة تخرج قبل الصلاة، هذا موعدها، فإذا انشغلوا بإخراج زكاة الفطر يؤخر الإمام الصلاة بعض الوقت حتى يتمكنوا من صلاة العيد معه؛ وإخراج صدقاتهم [إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلُ هكذا] كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجل صلاة الأضحى ويؤخر صلاة الفطر؛ لعلة أن يتمكن الناس من ذبح أضاحيهم في الأضحى، وإخراج صدقاتهم في الفطر [قال جندب رضي الله عنه: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بنا الفطر والشمس على قيد رمحين، والأضحى على قيد رمح )]

[أولاً: حكمها ووقتها].

قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين: [صلاة العيدين: الفطر والأضحى، سنة مؤكدة كالواجب، أمر الله تعالى بها] أي: بصلاة العيد [في قوله: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:1-2]] والكوثر نهر في الجنة، كيزانه بعدد نجوم السماء، وماؤه أشد بياضاً من الثلج، أعطاه الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، والنحر إنما يكون يوم عيد الأضحى [وأناط بها فلاح المؤمن] ربط بصلاة العيد فلاح المؤمن والمؤمنة [في قوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى:14-15]] (أفلح) أي: فاز ونجا من النار ودخل الجنة، والمراد من التزكية هنا: زكاة الفطر وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى:15] صلاة عيد الفطر، فالآية الأولى في عيد الأضحى، والثانية في عيد الفطر: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2] هي صلاة عيد الأضحى، و قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى:14-15] صلاة عيد الفطر [فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وواظب عليها وأمر بها، وأخرج لها حتى النساء والصبيان] صلاة العيد أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرج لها النساء والصبيان يشهدونها ويحضرونها [وهي شعيرة من شعائر الإسلام، ومظهر من مظاهره التي يتجلى فيها الإيمان والتقوى] أي: صلاة العيدين شعيرة من شعائر الإسلام ومظهر من مظاهره التي يتجلى فيها الإيمان والتقوى، أي: يظهر فيها الإيمان بالله والتقوى من الله عز وجل.

[ووقتها] أي: وقت صلاة العيدين الفطر والأضحى [من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى الزوال] وقيد الرمح. أي: متر، ووقت صلاة العيد من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى الزوال أي: إلى قبل الظهر بدقيقة أو دقيقتين [والأفضل أن تصلى الأضحى في أول الوقت] الأفضل في صلاة عيد الأضحى أن تصلى في أول الوقت [ليتمكن الناس من ذبح أضاحيهم] مبكراً [وأن تؤخر صلاة الفطر ليتمكن الناس من إخراج صدقاتهم] لأن الصدقة تخرج قبل الصلاة، هذا موعدها، فإذا انشغلوا بإخراج زكاة الفطر يؤخر الإمام الصلاة بعض الوقت حتى يتمكنوا من صلاة العيد معه؛ وإخراج صدقاتهم [إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلُ هكذا] كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجل صلاة الأضحى ويؤخر صلاة الفطر؛ لعلة أن يتمكن الناس من ذبح أضاحيهم في الأضحى، وإخراج صدقاتهم في الفطر [قال جندب رضي الله عنه: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بنا الفطر والشمس على قيد رمحين، والأضحى على قيد رمح )]

[ما ينبغي لها من آداب] أي: ما ينبغي لصلاة العيدين من آداب:

أولاً: الغسل والتطيب ولبس الجميل من الثياب

[أولاً: الغسل والتطيب ولبس الجميل من الثياب] من آداب صلاة العيدين: أولاً الغسل كغسل الجنابة، والتطيب بالطيب، ولبس الجميل من الثياب [لقول أنس رضي الله عنه: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العيدين أن نلبس أجود ما نجد، وأن نتطيب بأجود ما نجد، وأن نضحي بأثمن ما نجد)] تكون الضحية غالية، وهي الأحسن في اللحم والشحم [( وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس بردة حبرة في كل عيد)] والبردة شيء يلبس. و(حبرة) أي: من حبر اليمن، لباس من اليمن، ومعنى هذا أنه كان يلبس ثوباً كان محفوظاً عنده.

ثانياً: الأكل قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطر وبعد الصلاة في عيد الأضحى

[ثانياً: الأكل قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطر] نأكل تميرات أو لقيمات قبل صلاة العيد [والأكل من كبد الأضحية بعد الصلاة في عيد الأضحى] فمن الآداب والسنن: الأكل قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطر؛ لأن الوقت طويل ونحن نشتغل بإخراج الزكاة، والأكل من كبد الأضحية بعد صلاة عيد الأضحى [وذلك لقول بريدة رضي الله عنه: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدو -أي: لا يروح- يوم الفطر حتى يأكل، ولا يأكل يوم الأضحى حتى يرجع -أي: من الصلاة- فيأكل من أضحيته )] فمن أراد الأجر والمثوبة فليستن بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثالثاً: التكبير من ليلتي العيدين

[ثالثاً: التكبير من ليلتي العيدين] وليلة العيد تبدأ من غروب الشمس، فيبدأ عندها التكبير [ويستمر في الأضحى إلى آخر أيام التشريق، وفي الفطر إلى أن يخرج الإمام عليهم للصلاة] يبدأ التكبير في عيد الفطر من ساعة أن يعلن عن العيد في تلك الليلة، وينتهي التكبير إذا خرج الإمام للصلاة، أما عيد الأضحى فيبدأ فيه التكبير من ليلة العيد إلى آخر أيام التشريق [ولفظه: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد] في الليل وأنت ذاهب إلى المسجد في عيد الفطر، وفي أيام عيد الأضحى أيام التشريق الثلاثة. هذه هي صيغة التكبير كما تسمعونه في المسجد: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، هذه هي المحفوظة عن النبي صلى الله عليه وسلم [ويتأكد عند الخروج إلى المصلى] هذا التكبير يتأكد ويكون مطلوباً عند الخروج إلى المصلى [وبعد الصلوات المفروضة أيام التشريق الثلاثة؛ لقوله تعالى: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ [البقرة:203]] ألا وهي أيام التشريق، فيوم العيد لا تعده، والأيام الثلاثة بعده هي أيام التشريق [وقوله سبحانه وتعالى: وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى:15]. وقوله: وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ [البقرة:185]] هذا التكبير في العيدين، وصيغته: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. أما التكبير الجماعي فبدعة، إلا إذا أراد أن يعلمهم كما نعلمكم فلا بأس حتى يحفظوا، فالتكبير عبادة يكبر فيها المؤمن ربه في الطريق إلى المصلى وفي عودته إلى بيته.

رابعاً: الخروج إلى المصلى من طريق والرجوع من أخرى

[رابعاً: الخروج إلى المصلى من طريق والرجوع من أخرى] يأتي من الشارع الفلاني، وفي العودة يعود من شارع آخر، يخالف الطريق ذهاباً وإياباً؛ ليشهد له الطريقان [لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك. قال جابر] وجابر هو أبو عبد الله بن عبد الله بن حرام والده شهيد أحد [( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق )] أي: يأتي من طريق ويعود من أخرى إلى بيته، وقد حاولنا هذا وجربناه ونجحنا فيه أيضاً أيام كنا نمشي، أما مع هذه الدابة السيارة فلا، لكن أيام المشي نأتي من باب المجيد ونعود من باب شمر.

خامساً: أن تصلى في صحراء

[خامساً: أن تصلى في صحراء] وليس في مسجد أو منزل، فصلاة العيدين تكون في صحراء [إلا لضرورة مطر ونحوه فتصلى في المساجد] إذا منع مانع فلا بأس بأن تصلى في المسجد [لمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على صلاتها في الصحراء] والصحراء هنا عند مسجد قباء، ومسجد الغمامة، فالصحراء حيث لا مباني ولا سقف ولا شيء [كما ورد في الصحيح] صحيح البخاري ومسلم .

سادساً: التهنئة بقول المسلم لأخيه: تقبل الله منا ومنك

[سادساً: التهنئة بقول المسلم لأخيه: تقبل الله منا ومنك] يهنئ أخيه بالعيد قائلاً: تقبل الله منا ومنكم. ففي عيد الفطر نسأل الله أن يتقبل صيامنا وزكاة فطرنا، وفي عيد الأضحى الصلاة والأضاحي أو الحج، المهم هذه التهنئة مشروعة، سنة، يقول المسلم لأخيه المسلم عندما يواجهه: تقبل الله منا ومنكم [لما روي أن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا إذا التقى بعضهم ببعض يوم العيد قالوا: :تقبل الله منا ومنكم ] لكن نحن عندنا التهاني غير هذه، مثل: كل عام وأنتم بخير، ومن العايدين، وهذه دعوة. فلو قالوا: جعلنا الله وإياكم نعود فلا بأس، لكن ليس هناك دعاء أبداً.

إنه الجهل، لكن الآن مع العلم نقول: تقبل الله منا ومنكم. لا نقول: كل عام وأنتم بخير، وعيد مبارك وأعادكم الله إلى مثله. السنة أن تقول: تقبل الله منا ومنكم.

سابعاً: عدم الحرج في التوسع في الأكل والشرب واللهو المباح

[سابعاً: عدم الحرج في التوسع في الأكل والشرب واللهو المباح] عدم الحرج والضيق في الأكل ولكن التوسع يوم العيد فيأكل الإنسان من شتى أنواع الأكل؛ لأنه عيد فلا بأس، فيشرب اللبن والشراب والماء، ويأتي اللهو المباح لا الممنوع [لقوله صلى الله عليه وسلم في عيد الأضحى: ( أيام التشريق أيام أكل وشرب، وذكر لله عز وجل )] إذاً فلا بأس أن يكون لك طعام خاص يوم العيد من نوع أو نوعين ولا حرج، والشراب كذلك، ولهذا الحجاج يبقون ثلاثة أيام في منى؛ للاستراحة واستعادة القوة يأكلون ويشربون اللحوم ما شاء الله حتى تعود إليهم قوتهم.

والحكمة من حبس الحجيج ثلاثة أيام في منى: لأجل أن تعود إليهم قواهم، لأنهم ضعفوا حين سافروا من بلادهم مدة شهرين أو ثلاثة، والعبادة قائمة ليل نهار، فيستريحون في منى ثلاثة أيام يأكلون اللحوم، وبعد ذلك يعودون إلى ديارهم [وقول أنس رضي الله عنه: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما] لما جاء صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وجد أهل المدينة لهم يومان في العام يلعبون فيهما [فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهما يوم الفطر ويوم الأضحى )] أي: اتركوا هذين اليومين فقد أبدلكم الله بهما عيد الفطر وعيد الأضحى، فالعيدان استبدل الله بهما يومين كانا في الجاهلية في المدينة، فلما سلبهم الله أيام الباطل أعطاهم أيام الحق [وقوله صلى الله عليه وسلم لـأبي بكر الصديق رضي الله عنه وقد انتهر جاريتين في بيت عائشة ] انتهر أبو بكر الصديق جاريتان تنشدان الشعر يوم العيد في بيت ابنته -في حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم- بصوت عالٍ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ ( يا أبا بكر ! إن لكل قوم عيداً، وإن اليوم عيدنا )] أي: لا تنتهرهما، فلا بأس بالأناشيد.